تناول اللقاء الذي عقده مساء اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة، يوسف الشاهد بمدينة طبرقة من ولاية جندوبة، والذي جمعه بممثلي فروع المنظمات الوطنية وأعضاء مجلس نواب الشعب عن دائرة جندوبة، جملة من الإشكاليات والمصاعب العالقة والتي حالت دون قدرة الجهة على حلحلة أوضاعها الإجتماعية والإقتصادية مما أبقاها في ذيل ترتيب الولايات من حيث مؤشر التنمية وارتفاع معدلات الفقر والأمية والبطالة.
وقد دعا ممثلو فروع المنظمات، ممثلة في الإتحاد الجهوي للشغل والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة وعدد من أعضاء البرلمان الذين واكبوا اللقاء، رئيس الحكومة والوفد المرافق له، إلى بعث رسالة طمأنة إلى أهالي الجهة والفاعلين الإقتصاديين بخصوص مستقبل ولاية جندوبة، ضمن رؤية واضحة الأهداف في الزمان والمكان، على أن تتم معالجة سريعة للأوضاع العقارية وإيجاد الحلول المناسبة للمتضررين من الفيضانات ولمديونية الفلاحين والعفو الجبائي ومعالجة النقص الحاصل في الموارد البشرية وإنهاء عطالة مطار طبرقة عين دراهم.
ولاحظ عدد من المتدخلين أن الوضع في ولاية جندوبة التي تمتلك مدخرات طبيعية وفلاحية وبيئية وسياحية وثقافية لم تستفد بعد منها، يستوجب الإعلان عن قرارات فعلية تأخذ في الإعتبار المقترحات والورقات الفنية التي تمت مناقشتها بالتشارك مع ممثلي الإدارات المحلية والجهوية والفاعلين الاجتماعيين وأعضاء مجلس نواب الشعب.
وكان ممثلو فروع المنظمات الوطنية ونواب البرلمان وعدد من نشطاء المجتمع المدني شاركوا منذ مطلع السنة الجارية في سلسلة من الجلسات والنقاشات لتشخيص الوضع التنموي بالجهة والحلول الكفيلة بحلحلته، انطلاقا من تفعيل المشاريع المُعطّلة أو بطيئة الإنجاز أو هي محل دراسات وبعث مشاريع جديدة تضمن تحويل عدد من المنتجات الفلاحية على عين المكان وترفع من شبكة النسيج الصناعي والخدماتي بالجهة وضخ التمويلات اللازمة لتأمين نجاحها في زمن محدد.
وقد تعهّد كل من رئيس الحكومة وأعضاء فريقه الحكومي الذين تحوّلوا معه إلى جندوبة، بضخ اعتمادات مالية قصد استكمال المشاريع المعلقة والتي هي في طور الإنجاز، على أن يتم غدا الخميس، الاعلان الرسمي عن جملة القرارات الخاصة بولاية جندوبة والتي وصفها رئيس الحكومة بالإستثنائية.
وتفاعلا مع ما تم التطرق إليه في النقاش، اعتبر الشاهد أن "مخطط التنمية يفتقد لرؤية واقعية مكتملة، ذلك أن حزمة القرارات التي تضمنها المخطط جاءت تحت ضغوط مختلفة وأن العمل كان الأجدى أن يستجيب لخصوصيات كل جهة، حتى تكتمل صورة التوازن الجهوي"، مضيفا أن نقص الموارد البشرية ما زال يمثل عائقا حقيقيا يحُول دون قدرة عدد من الإدارات والوزارات والجهات على استيعاب وهضم الإعتمادات المرصودة لها.
واختتم رئيس الحكومة اللقاء بدعوته الحضور إلى المساهمة في التأسيس لمرحلة جديدة تستجيب لتطلعات المواطن وتعيد له الأمل والثقة في أجهزة الدولة، من خلال مزيد الإقتراب منه والاستماع لمشاغله.
وكان يوسف الشاهد استهل زيارته إلى ولاية جندوبة والتي ستستغرق يومين، بجلسة أمنية تطرق فيها للأوضاع الأمنية بالجهة ومدى جاهزيتها لكل المستجدات والإحتمالات.