خلال اشرافه بالمتحف الأثري بسوسة على تظاهرة "متاحف للجميع" التي نظّمتها وكالة إحياء التراث و التنمية الثقافية و جمعية برايل للتربية و الثقافة و مؤسسة 3DWAVE وبحضور الإطارات الإدارية و الأمنية بولاية سوسة يتقدّمهم نيابة عن رجاء الطرابلسي والي سوسة حسين بوشهوة المعتمد الأول يوم 19 سبتمبر الجاري أعلن وليد الزيدي وزير الشؤون الثقافية عن انطلاق مشروع "متاحف للجميع" الموجّه إلى المكفوفين وخلال كلمته الافتتاحية بالمناسبة ثمّن الوزير كل المجهودات المبذولة لتطويع التكنولوجيا الحديثة لخدمة المكفوفين منوها بهذا المشروع الذي يهدف إلى تمكين المكفوفين و أصحاب الإعاقة البصرية عموما من النفاذ إلى التراث الثقافي و الأثري الذي تحتويه المجموعات المعروضة في متحفي سوسة و باردو.
ومشروع "متاحف للجميع"حسب ما أفادتنا به آمال حشانة المديرة العامة لوكالة إحياء التراث و التنمية الثقافية يتمثل أساسا في تركيز دليل صوتي في شكل تطبيقة للأجهزة الذكية التي تستعمل آخر التحديثات التكنولوجية في تحديد المواقع الى جانب المسح الرقمي و طباعة نسخة مصغرة من 40 قطعة أثرية من الفسيفساء و التماثيل وغيرها وبعث وحدة طباعة رقمية بتقنية "برايل" لإنتاج وترجمة النصوص العلمية المنشورة للعموم ووضعها على ذمة زوار المتحفين من أصحاب الإعاقة البصرية ليتمكنوا من تحسسها و فهم القطعة الأثرية المعروضة كما يتميّز المشروع ببعث وحدة طباعة رقمية بتقنية "برايل" لإنتاج و ترجمة النصوص العلمية المنشورة للعموم من ذوي الإعاقات البصرية ومعالجة المطويات لزوار المتحفين والمواجز التعريفية بالقطع الأثرية الى جانب تكييف موقع الإنترنت الخاص بوكالة إحياء التراث و التنمية الثقافية لإستعمالات أصحاب الإعاقة البصرية لتسهيل نفاذهم إلى المعلومة الموضوعة على ذمة العموم.
ويهدف المشروع حسب تصريحها كذلك إلى تمكين المكفوفين وأصحاب الإعاقة البصريّة عموما من النّفاذ إلى المجموعات المعروضة في متحفي باردو وسوسة على أن يتمّ تعميم هذا المشروع مستقبلا وبصفة تدريجية في جميع المتاحف وضمن توجّه نحو استغلال التكنولوجيا الحديثة في خدمة المكفوفين وضمن مبادرة من كلّ من جمعية برايل للتربية والثقافة بالشراكة مع شركة 3DWAVE ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث وبتمويل من مشروع "تفنن – تونس الإبداعية".
ومن جهته أفادنا وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي ان هذه المبادرة القيّمة ستساهم في دمج ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع وستساعدهم على التعرّف على تراث تونس وحضارتها وجميع المقتنيات الأثرية على ان يتمّ على مراحل تعميم هذه التجربة على أكبر عدد من المتاحف التونسية والعمل على دعمها وإسنادها وتثمينها وبما يمكّن المكفوفين وأصحاب الإعاقة البصرية من النفاذ إلى التراث الثقافي والأثري الذي تحتويه المجموعات المعروضة بكلّ من متحف سوسة والمتحف الوطني بباردو مع ضرورة تثمين هذا المشروع ومزيد إثرائه ودعمه.