المشيشي يعين لزهر لونقو مديرا عاما للمصالح المختصة بالداخلية.
تونس - عين رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي الملحق الأمني السابق في سفارة تونس بباريس لزهر لونقو مديرا عاما للمصالح المختصة (جهاز المخابرات الأمنية) بوزارة الداخلية، في خطوة من المتوقع أن تثير تباينات حادة على الساحة السياسية.
ويأتي تعيين لونقو والذي تتداول أوساط سياسية وإعلامية على أنه من المقربين إلى حركة النهضة والمشيشي، في وقت أخذ الصراع يأخذ منحى تصاعديا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
ودخلت معركة الصلاحيات بين سعيّد ورئيس الحكومة وحزامها السياسي مرحلة جديدة باتت تثير مخاوف جدية في البلاد.
ويثير هذا التعيين تساؤلات كبيرة لاسيما بعد خطاب الرئيس الأخير عن الصلاحيات، ويبدو أن المشيشي الذي يشغل أيضا منصب وزير الداخلية بالنيابة عمد إلى تجاهل الرسالة التي وجهها له سعيد، والتي مفادها أنه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمنية والعسكرية.
وأشار متابعون إلى أن الرئيس سعيّد كان واضحا في خطابه بأنه سيتصدى لتعيينات قد تخضع للولاءات الحزبية داخل الأجهزة الأمنية.
ورأى هؤلاء أن الخطوة التي أقدم عليها المشيشي قد تكون في سياق استباق قرارات أو تحركات تصعيدية جديدة للرئيس.
واعتبرت أوساط سياسية أن تعيين لونقو خطوة هي في جانب منها محاولة لتحدي سعيد بأن وزارة الداخلية هي في صميم صلاحياته.
وحذر زهير المغزاوي، أمين عام حزب حركة الشعب، من تعيينات وصفها بالمشبوهة في وزارة الداخلية، معتبرا أن "خطاب رئيس الدولة الذي أكد فيه قيادته للقوات الأمنية، قد قطع الطريق على تلك التعيينات".
وبين المغزاوي أن الدفع نحو تعيين لونقو على رأس جهاز المخابرات الأمنية، أمر مخيف والهدف منه السيطرة على الاستعلامات التونسية.
وجرى تداول اسم لونقو إثر الأزمة التي أثيرت على خلفية إعفاء وزير الداخلية توفيق شرف الدين المقرب من رئيس الجمهورية.
وتأتي هذه التطورات عقب تجاذبات بين سعيّد والمشيشي الذي يتسلح في صراعه مع الرئيس بتحالف مع تكتل برلماني قوي تقوده حركة النهضة الإسلامية وائتلاف الكرامة المقرب منها، إلى جانب حزب قلب تونس.