في منظر يعكس التضامن والبطولة، تتصدى وحدات الجيش والصحة الوطنية للحرائق المُدمرة التي شهدتها منطقة ملولة بمعتمدية طبرقة بولاية جندوبة اليوم الاثنين. وأكّدت وزارة الصحة على استعدادها للتعامل مع مثل هذه الحوادث الطارئة، وتابعت عن كثب تطورات الأحداث عبر قاعة عمليات الوزارة.
وتمّ تنشيط خلية الأزمة بالإدارة الجهوية للصحة بجندوبة بتنسيق بين مصالح الصحة العسكرية والحماية المدنية والهياكل المعنية على المستوى المركزي والجهوي. وتم تسخير الوسائل البشرية والمادية من فرق النجدة والإسعاف الطبي، وتوفير الإمكانيات الطبية الاستعجالية اللازمة بالقرب من مكان الحريق للتدخل السريع عند حدوث إصابات أو حالات اختناق بالدخان.
وتم إشعار المؤسسات الصحية بالجهة والجهات المجاورة وتفعيل خلية الإحاطة النفسية للتكفل بالحالات المتضررة في صفوف المواطنين.
ويأتي هذا التدخل السريع والمحكم في إطار مواجهة النيران المشتعلة التي حاصرت بعد ظهر اليوم قرية ملولة من معتمدية طبرقة، نتيجة تجددها بسبب موجة الحر التي تعرفها البلاد منذ أيام والتي أدّت إلى اندلاع حرائق في المنطقة الأسبوع الماضي.
المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة عادل العبيدي أكد أن الحرائق تحاصر قرية ملولة من الجهات الأربع، ويعمل أعوان الحماية المدنية وجميع المتدخلين بصدد إجلاء كافة متساكني القرية بناءً على قرار اتخذته اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بجندوبة. ويُشدد العبيدي على أنّ الأوضاع باتت مقلقة ومخيفة للغاية، وتحتاج إلى تنسيق سريع وفعّال للسيطرة على النيران.
من ناحية أخرى، تم تعليق جميع الجلسات الوزارية بتعليمات من رئيس الجمهورية قيس سعيد، وذلك لتركيز خلية أزمة برئاسة الحكومة للتعامل مع تداعيات هذه الحرائق المدمرة وتنسيق جهود مختلف الأطراف المتدخلة في مكافحتها وإخمادها، وحماية المواطنين وممتلكاتهم.
وأكدت رئاسة الحكومة أنّ هذه الخلية ستبقى في حالة انعقاد دائمة حتى تحقيق السيطرة على هذه الحرائق والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين. وبهذا التدخل السريع والجهود المشتركة، يبذل أبناء الوطن الأبيض جهدًا كبيرًا لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية وإنقاذ الأرواح والممتلكات.
ندعو الله العلي القدير أن يسهم في توفير العون والنجاح للجهود المبذولة، وأن يحفظ وطننا من كل مكروه ويحرسه من كل محنة. ونحن على يقين بقدرة شعبنا وقواتنا المسلحة على التصدي للتحديات وتجاوزها بقوة وعزيمة.