طبرقة: توانسة- استضافت عاصمة المرجان على مدى ثلاثة أيام(19،20و21 ماي الجاري) أحد أحفاد لومليني الجنوي الذي قدم لإستكشاف مدينة طبرقة و خاصة جزيرتها التي آوت أسلافه في الفترة ما بين 1541 و 1741 عندما قدموا من جنوة لإستغلال خيراتها المرجانية و كونوا ثروات طائلة جراء الإتجار بهذه المادة الثمينة و عمروا الجزيرة بنحو 2000 ساكنا جلهم بحارة مختصين في صيد المرجان. كما شيدوا المصرف الجنوي الذي كان سببا في ازدهار مدينة طبرقة في تلك الفترة نتيجة التبادل التجاري بينهم و بين السكان الأصليين لطبرقة.
الحفيد أو المركيز لومليني قدم كما أسلفنا إلى طبرقة في مصافحة أولى مع أبنائها حيث تم استقباله استقبالا يليق بمقامه من قبل المسؤول الأول عن المدينة الأستاذ أسامة الضيف، معتمد طبرقة الذي كان محفوفا بنخبة من إطارات جمعية التاريخ والآثار بخمير و عدد من مكونات المجتمع المدني. و كانت الفرصة سانحة للضيف الإيطالي الذي قدم لنا مشروعه المتمثل في رد الإعتبار للمغامرات السابقة لكن على مستوى المعاملات والتبادل في شتى المجالات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية و يرنو إلى توسيع دائرة إشعاع المدينة التي آوت أسلافه سابقا لتشمل عديد البلدان ذات الجذور الطبرقية (كارلفورتي، كالاسيتا، جنوة) نيوفا طبركا الإسبانية و مدن أخرى لها عراقة في مجال تصنيع المرجان (طوري دال قريكو الإيطالية)... و أكد الضيف على ضرورة التوثيق و جمع كل المعلومات التي تهم البلدين لتوظيفها في مجال الأنترنت.
هذا و كان معتمد طبرقة قد رحب بالضيف المبجل و تمنى له إقامة مريحة و وعده بإبلاغ صوته للسلطات المعنية قصد تحقيق هذا الحلم الذي يراودنا جميعا و الذي سينمي التدفق السياحي وتنمية المشاريع الصناعية بالمنطقة.
و في اليوم الثاني من الزيارة كان المركيز على موعد مع الحصن الرمز للتعرف على خصائصه و استمع إلى بيانات تاريخية قدمها له أعضاء جمعية التاريخ والآثار بطبرقة ثم ألقى نظرة خاطفة على فضاء البازيليك واطلع هناك على معرض مصغر لبعض المعالم الجنوية .كما تم تبادل الهدايا الرمزية مع السلط المحلية والسياحة لتمتين عرى الصداقة بين البلدين. و سيخصص اليوم الثالث للزيارات الحرة للتعرف من قرب على الحياة اليومية للمتساكنين والتحاور معهم حول آفاق التنمية بالمنطقة.