أثار التقرير الوطني حول أوضاع الطفولة لعام 2022 في تونس جدلاً واسعًا حيث تم الكشف عن عدة جوانب تربوية هامة. توجهت السيدة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، في ندوة خاصة إلى العلن لتقديم نتائج التقرير، مع التركيز على الباب الثاني المتعلق بالتربية.
في ظل المقارنات الدولية، أظهر التقرير أن تونس تخصص تمويلات لقطاع التربية تتجاوز معدل البلدان ذات الدخل المتوسط وحتى بلدان المنطقة. وتعكس هذه الخطوة حرص الحكومة على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للأطفال التونسيين، خاصة في مجال التربية قبل المدرسة، حيث ارتفعت مساهمة القطاع العمومي في هذا المجال من 6٪ إلى 7.5٪ خلال سنة واحدة.
وفي إطار تعزيز الرعاية الرياضية للأطفال، كشف التقرير أن 20 ألف طفل استفادوا من برنامج "روضتنا في حومتنا" خلال العام الدراسي 2022-2023. وتم تهيئة 47 روضة بلدية بطاقة استيعاب تصل إلى 3250 طفلا، حيث انتفع بخدماتها حوالي 1750 طفلا. يعكس هذا التوجه التفاني في تقديم خدمات التربية المبكرة وسد الفجوات بين الوسطين الريفي والحضري.
وبخصوص التعليم الديني، أظهر التقرير أن هناك 1880 كتّابا يرتادون الكتاتيب، حيث يشهد النظام التعليمي تواجدًا قويًا في المناطق شبه الريفية وخاصة في الضواحي الحضرية للمدن الكبرى.
تحدث التقرير أيضًا عن برنامج الدعم الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهددين بالانقطاع المدرسي، حيث أسهم في إحداث 912 مشروعًا نسائيًا، استفاد منها أكثر من 3500 تلميذ، ما يعكس الجهود المستمرة لتحقيق التمييز الإيجابي وتوفير الدعم للفئات ذات الحاجات الخاصة.
في مجال التعليم الأساسي، أكد التقرير تحسنًا في نسبة المنقطعين، حيث بلغت 5.5٪، مع انخفاض بنقطة واحدة مقارنة بالعام الدراسي السابق. وختم التقرير بالتأكيد على جهود وزارة التكوين المهني والتشغيل في تقديم برامج جديدة لتحسين فرص التشغيل، حيث استفاد أكثر من 60 ألف شخص من مختلف برامج التكوين.