في مكالمة هاتفية مهمة بين رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد والسيد إيموانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، تم تناول عدد من المواضيع ذات الأهمية البالغة، وفي هذه المكالمة أعرب رئيس الجمهورية عن رؤية قوية ودقيقة لتحديات العصر الحاضر، ودعا إلى تحقيق التضامن الإنساني في مواجهة هذه التحديات.
وقد تركزت المحادثة على العلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا، وكذلك على العلاقة المتغيرة لتونس مع الاتحاد الأوروبي والتحولات السريعة التي يشهدها العالم اليوم، وأكد رئيس الجمهورية أن تونس ترغب في التعامل مع جميع الشركاء على قدم المساواة و الندية وتقارب جميع الملفات بمنهجية جديدة تعتمد على المصالح المشتركة والقيم الإنسانية المشتركة.
كما تم التطرق أيضا إلى قضية الهجرة غير الشرعية والتحديات التي تتزايد يوما بعد يوم، و أكد رئيس الجمهورية أن توافد المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء إلى تونس ليس أمرا طبيعيا، وأنه يتعين تكثيف الجهود لفكك الشبكات الإجرامية التي تتلاعب بالبشر وتستغل ظروفهم الصعبة، مؤكدا ايضا على ضرورة محاربة هذه الشبكات التي تعمل على إغداق الأموال على المهاجرين غير النظاميين، الذين يستغلون تونس كمرحلة عبور، كما أشار إلى أن تونس لا تقبل بأن يستقروا فيها، وأن هذا الموقف غير مقبول إلى جانب كونه مشبوهًا.
ومن بين المواضيع التي تمت مناقشتها بتفصيل كبير، تعد حرب الإبادة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وشدد رئيس الجمهورية، في هذا السياق، على أن المجتمع الدولي يجب أن يتقدم ويتخذ إجراءات فورية لوقف هذه الحرب القاتلة، وأشار إلى أن الشرعية الدولية لم تعد مقبولة بالنسبة للإنسانية جمعاء، حيث أصبحت هناك حاجة ملحة لتحقيق التضامن والعدالة في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية الخانقة.
وفي هذه المكالمة الهاتفية، أظهر رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد بصورة واضحة تفهمه العميق للتحديات التي تواجهها بلاده والعالم بأسره، وعلى الرغم من أن الحلول السهلة غالبا ما تكون غير متاحة، إلا أنه أكد على أهمية تعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني لمواجهة هذه التحديات.
هذا ويعد تأكيد رئيس الجمهورية على ضرورة معالجة قضية الهجرة غير الشرعية بشكل شامل وفعال يعكس رؤية دقيقة للمشكلة، فقد أشار إلى أهمية التصدي للشبكات الإجرامية التي تستغل الفقر والظروف القاسية للمهاجرين غير النظاميين، كما أكد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه الشبكات وتوفير الدعم اللازم للدول المتأثرة بتدفق المهاجرين.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد أعرب رئيس الجمهورية عن استيائه العميق من الحرب القاتلة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وأكد على ضرورة تحقيق وقف فوري لهذه الحرب ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، وبينما تواجه الشرعية الدولية تحديات كبيرة، فإن سعيد أشار إلى أن المجتمع الإنساني يجب أن يكون في صدارة الاهتمام والتحرك لإنهاء هذه الأزمة.
في النهاية، تعكس مكالمة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد مع السيد إيموانويل ماكرون رؤية قوية ودقيقة للتحديات العالمية الراهنة، اذ إن دعوته إلى تحقيق التضامن الإنساني والتعاون الدولي يعكسا التزامه ببناء عالم أفضل وأكثر عدالة وإنسانية.
ايمان مزريقي