الصفحة 2 من 3
نسبة مرتفعة
وبعد ثورة 14 جانفي 2011 ارتفعت نسبة حالات الانتحار حرقا في تونس تحت “تأثير البوعزيزي” كما أسماها خبراء في علم النفس والاجتماع، حيث أصبح محمد البوعزيزي مفجر الثورة ملهما لليائسين الذين سار الكثير منهم على خطاه معتقدين أن وقع الصدمة سيكون مدويا كما حدث مع البوعزيزي وأنه سيحرك بلدا بأكمله. وظل الكثير من المنتحرين لسنوات يحاكون البوعزيزي على أمل أن يحظوا بذات الاهتمام الذي لقيه الرجل بعد عملية انتحاره البشعة داخليا وخارجيا.
وكان بائع الخضر محمد البوعزيزي قد انتحر حرقا وفي 17 ديسمبر 2010، نتيجة شعوره باليأس والإحباط في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها ولاية سيدي بوزيد بالوسط الغربي للبلاد. وتسببت هذه الحادثة في اندلاع احتجاجات شعبية في كامل تراب البلاد وانتهت بتغيير النظام السياسي وفرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إلى السعودية تحت ضغط المحتجين.
وعندما احتج المتظاهرون ضد بن علي كان يحدوهم الأمل بأن المرحلة القادمة ستحمل إليهم انفراجة اجتماعية واقتصادية، ويتحقق لهم الحرية والكرامة الاجتماعية، وستمنحهم فرص العمل التي انتظروها، لكن خيبت سنوات ما بعد الثورة آمالهم حيث تفاقمت البطالة، وزاد الفقر، وبلغت تونس أزمة اقتصادية، لم تسجلها منذ الاستقلال.
أحبط الشباب التونسي الذي عاند بوليس بن علي ليقول نعم للتغيير ولحياة أفضل، وترجم إحباطه بأشكالٍ مختلفة تراوحت بين الهجرة غير الشرعية التي تنتهي بهم في كثيرٍ من الأحيان في قعر البحر، وقد سجلت تونس خاصة في السنوات الأخيرة أعداداً قياسية في صفوف الشباب الذين اختاروا هذا الطريق، والاحتجاج في وجه الحكام الجدد عسى أن يجد صوتهم صدى، وهو ما يفسر استمرار الاحتجاجات التي تشهدها تونس، خاصة فترة الشتاء، وتحديداً شهري ديسمبر وجانفي اللذين شهدا تفاصيل الثورة التونسية، وثالثاً الانتحار بطرقٍ مختلفة بما في ذلك الانتحار حرقاً الذي تكرر بشكلٍ لافت بعد 2011 في شوارع مختلفة من البلاد.