حرتُ،
و حار عقلي..
و حار قلبي...
حرتُ و أنا أبحث في أسئلة
يبدو أن طرحها صار
عبث العبثِ...
سألت عنك يا وطني..
هل أنت فعلا وطني؟!
و ما أنت ؟
و ما ذا الشيء الذي نسمّيه
"حبّ الوطنِ "؟!
و ما هذه الكلمة التي
ما بقي منها
سوى القشرِ؟!
سيرة تثير
في الناشيء و الكهلِ
زوبعة من السخريةْ
تفجّر بركانا من السخطِ
"وطنية" ;
ماذا تعني؟!
هل هي اصلا موجودة في بلدي
في قانون ضميرك يا وطني؟!
لم نعد نذكر حتى همسا
مسألة الوطن العربي!
و إن ورد ذكر تونس
ولّى الشعب وجهه للبحرِ!
حتى الأزقةْ
في البلدة الصغيرةْ
رحل أهلها
و خلت من الأنس و السمرِ
و بيعت البيوت :
بيعت روائح الحنان و الحبِّ..
بيعت لا فقط ذاكرة العقلِ
يا وطني
بل و ذاكرة القلبِ
بيعت ذاكرة القلبِ
بيعت ذاكرة القلبِ
فماذا بقي بك
سجلات منسيّة في الأرفُفِ؟!
من أنت ؟
من أنا؟
إن الأرض ماء من تحتي...
قل شيئا..
فإني جننتُ..
أكّلم سقفا من الحجر...
عبير حواس