في 3 سبتمبر 1953، وُلد مختار النايلي، الاسم الذي سيخلد في تاريخ كرة القدم التونسية بفضل تألقه الاستثنائي في كأس العالم 1978 بالأرجنتين. من كونه مهاجماً طموحاً في بداية مسيرته إلى أن يصبح واحداً من أبرز حراس المرمى في تاريخ المونديال، كانت رحلة النايلي مليئة بالتحديات والتحولات المذهلة.
انضم النايلي إلى النادي الإفريقي في سن الخامسة عشرة، حيث برز كمهاجم واعد. لكن مع وصول المدرب أندريه ناجي، بدأت رحلة تحول مذهلة. اكتشف ناجي قدرات النايلي التي تؤهله ليكون حارس مرمى بارع، وقرر تغيير مركزه. ومع ذلك، ظل في ظل الحارس العملاق عتوقة لفترة طويلة، مما جعل النايلي يواجه تحدياً كبيراً لإثبات نفسه.
تألق النايلي في أول "دربي" له يوم 18 أبريل 1976، حيث قاد فريقه للفوز على الترجي، لكنه لم يكن سوى بداية القصة. على الرغم من تميزه، ظل النايلي حارساً بديلاً لعتوقة، حتى جاء عام 1978، حيث قرر المدرب عبد المجيد الشتالي وضع ثقته في النايلي.
وفي 19 مايو 1978، خاض النايلي أول مباراة دولية له ضد منتخب فرنسا، حيث برز على الرغم من الهزيمة. لكن اللحظة الكبرى جاءت في 2 يونيو، عندما دخل النايلي التاريخ بفضل تألقه في مباراة ضد المكسيك، حيث قدم عرضاً غير مسبوق، تصدى خلالها لأكثر من محاولة، واستقبل هدفاً واحداً فقط من ركلة جزاء.
النايلي لم يقتصر تألقه على مباراة واحدة، بل استمر في تقديم أداء رائع في المباريات التالية، حيث تصدى لمحاولات لاعبي بولونيا وألمانيا، ليحقق انتصاراً تاريخياً لتونس. وقد نال إعجاب الحارس الألماني الشهير سيب ماير، الذي اقترح أن يكون خليفة له في بايرن ميونيخ.
بعد مسيرته البارزة في المونديال، لعب النايلي مع المنتخب الوطني في 30 مباراة قبل أن يعتزل في يونيو 1982. ثم انتقل إلى عالم التدريب، حيث عمل كمدرب لحراس المرمى، ليبقى رمزاً للبراعة والإلهام في عالم كرة القدم. مسيرة مختار النايلي ليست مجرد قصة نجاح رياضي، بل هي شهادة على القوة الداخلية والإصرار التي يمكن أن تحول الحلم إلى واقع مشرق.