يبدو أن أعمال العنف التى شهدتها «يورو 2016» فى فرنسا.. والهجمات الإرهابية الأخيرة التى ضربت بعض المدن وكان آخرها «نيس» الفرنسية.. ستلقى بظلالها على دورة الألعاب الصيفية فى البرازيل والتى ستنطلق فى شهر أغسطس المقبل.
وهناك بالفعل تقارير صادرة عن أجهزة استخباراتية تفيد بأن تنظيم «داعش» قد قام بتجنيد الشباب البرازيلى لتنفيذ خطة «الذئاب المنفردة»، الذين يقومون بأعمال عنف بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة بأى تنظيم وغير مدرجين ضمن قوائم الشخصيات الإرهابية، الأمر الذى سيساعد فى حرية انتقال هؤلاء الشباب داخل البلاد.
ولا ننسى ما أعلنته «داعش»، فى منتصف شهر نوفمبر الماضى بعد أحداث باريس، حيث أكد أن البرازيل ستكون هدف التنظيم المسلح خلال استضافة بلاد السامبا للعرس الرياضى الأشهر.
وتدرس البرازيل زيادة اليقظة الأمنية واتخاذ إجراءات أمينة إضافية كما أنه سيتم زيادة نقاط التفتيش على كافة الطرق وفى الميادين الرئيسية.
وكانت وكالة الاستخبارات البرازيلية «إيه بى آى إن» قد كشفت فى وقت سابق احتمالية استهداف البلاد من قبل الإرهابيين والمتطرفين وعناصر مسلحة «مرتزقة» خلال هذا الحدث الأشهر.
من جانبها، أعلنت السلطات البرازيلية تعزيز الإجراءات الأمنية عقب اعتداءات «نيس» وقبيل استضافة البلاد الألعاب الأوليمبية فى «ريو دى جانيرو» بين الخامس وحتى الحادى والعشرين من الشهر القادم.
وناشد وزير الدفاع البرازيلى راوول جونجمان المشاركين فى الأوليمبياد سواء بعثات أو جماهير بضرورة التعاون مع الإجراءات المشددة التى أعلنتها الحكومة وسينفذها جهاز الأمن فى البرازيل.
بدوره، أكد الجنرال سيرجيو اتشيجوين، وهو المسئول الأمنى الأول فى البلاد، أنه سيتم عقد اجتماعاً أمنياً طوال فترة البطولة الصيفية الكبرى، معلناً مشاركة الرئيس البرازيلى ميشال تامر ووزير العدل أليكساندر دى موراييش، إضافة إلى جهات أمنية واستخباراتية فرنسية ستساعد على تعزيز الإجراءات الأمنية.
كانت السلطات البرازيلية قد أعلنت تجنيد 85 ألف رجل أمن بواقع 47 ألف شرطى و38 ألف جندى تابع للجيش وذلك بهدف ضمان سلامة 12 ألف رياضى يتأهبون لخوض غمار الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى 700 ألف سائح سيقصدون البرازيل خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى عشرات المسئولين السياسيين والدبلوماسيين وبعض رؤساء الدول.
كما تستضيف مدينة ريو، ما يقرب من 55 خبيراً أمنياً دولياً ينتمون لأجهزة مخابراتية عالمية من أجل تأمين الأوليمبياد، وهو ضعف العدد الذى قام بتأمين أوليمبياد لندن 2012.
على الجانب الآخر، اكتشفت أجهزة سيادية فرنسية بأن هناك متشددين يستهدفون ضرب بعثة «الديوك الزرقاء» فى أوليمبياد ريو دى جانيرو 2016.
وقد صرح الجنرال كريستوف جومار رئيس وكالة المخابرات الفرنسية فى وقت سابق بأنه تم العثور على خرائط تؤكد أن متشددين متمركزين فى مدينة برازيليا يدبرون لهجوم على البعثة الفرنسية فى دورة الألعاب الأوليمبية.
وأبلغ رئيس إدارة المخابرات العسكرية (دى.آر.إم) حكومة بلاده على جميع المعلومات التى حصلت عليها وكالته بشأن المؤامرة المحتملة والتى يقودها تنظيم «داعش» المتطرف.
الغريب أن ويلسون روبرتو تريزا مدير وكالة المخابرات البرازيلية قد أعلن أيضاً رصد تحركات مريبة تؤكد أن هناك عملية كبرى ستتم خلال الأوليمبياد.. ولكن حتى الآن لم تتلق الأجهزة السيادية فى البرازيل أى اتصال من فرنسا أو أى دولة أجنبية أخرى بضرورة التنسيق فيما بينهم.