بقلم: عزيز بن جميع
في حي المنزه السادس، ترك الأستاذ منير الورتاني، أستاذ التربية البدنية والرياضة، بصمة لا تُمحى في قلوب تلاميذه وزملائه. بعد مسيرة طويلة من العمل في مدرسة بلال، وتجربة مثرية في الخليج، يعود الأستاذ منير ليحكي عن شغفه بالسفر، ارتباطه بالكشافة، وحنينه لأصالة الزمن الجميل.
مقالات ذات صلة:
العقيد القلمامي يطالب بتسريع المصادقة على قانون الهياكل الرياضية: خطوة نحو إصلاح الرياضة التونسية
قيس سعيد: قطاع الرياضة يحتاج إلى مراجعة جذرية لمكافحة الفساد
أزمة التحكيم تنتهي: درصاف القنواطي تكشف عن تطورات مثيرة مع وزير الرياضة!
من الرياضة إلى السفر: عشق لا ينتهي
بدأ الأستاذ منير رحلته مع الرياضة كأستاذ تربية بدنية، لكنه سرعان ما وجد نفسه في قلب المغامرات بفضل نشاطه في منظمة المصائف والجولان. يقول: "بفضل الكشافة والمصائف والجولان، سافرت لكل العالم: أوروبا، آسيا، وأمريكا. السفر يجعل الروح شابة، كما يقول الفرنسيون."
ورغم تنقلاته الكثيرة، يبقى لبلده تونس مكانة خاصة في قلبه: "تونس لها نكهة مميزة، لا يعوضها أي مكان آخر."
عشق العائلة والفن
الأستاذ منير لا يخفي فخره بأبنائه أيمن وعبد الرؤوف وعلاء، ويعتبر نجاحاتهم امتدادًا لنجاحه كأب. كما يعبر عن امتنانه لزوجته ليليا الورتاني، ذات الأصول المغربية، ويهديها تحية خاصة قائلاً: "أحب أغنية 'للا فاطمة' المغربية، وكلما أسمعها أتذكر أصول زوجتي."
الترجي عشق العمر
يتحدث الأستاذ منير بحماس عن عشقه لفريق الترجي الرياضي التونسي، ويقول: "أنا من مشجعي الترجي منذ عشرين عامًا، وأقوم بالاشتراك السنوي لحضور المباريات والجلسات العامة. الترجي ليس مجرد فريق بالنسبة لي، بل شغف لا ينتهي."
الزمن الجميل: ذكريات لا تُنسى
يحمل الأستاذ منير ذكريات دافئة عن الزمن الجميل في الحوم العربي بالعاصمة، حيث ترعرع في أحياء مثل الحلفاوين، القصبة، وباب سويقة. يقول: "تونس في السبعينيات كانت أجمل. الجار يعطي لجاره الملوخية حين تشتد رائحتها، والجميع يجتمع في غرفة واحدة على كانون الشاي."
ويضيف بحسرة: "الآن، الهواتف فصلت أفراد العائلة عن بعضهم. أصبحت العلاقات سطحية، واختفى الدفء الذي كان يميزنا."
مدرسة بلال: الجيل الذهبي
من بين محطات حياته المهنية، يحتفظ الأستاذ منير بذكريات خاصة عن عمله في مدرسة بلال بالمنزه السادس، حيث تعاون مع مديرها السابق سي المختار بن يوسف لتكوين جيل ذهبي من التلاميذ والأساتذة. يقول: "أفتخر بكل تلميذ درستُه، وأفرح عندما أراه ناجحًا في حياته."
رفض السياسة، واختيار البساطة
رغم اقتراح البعض عليه دخول المجال السياسي، يفضل الأستاذ منير الابتعاد عن ذلك: "أحب أن أبقى مواطنًا بسيطًا ونزيهًا. أفكر في كتابة مذكراتي بدلًا من العمل السياسي."
رسالة حب وامتنان
يختم الأستاذ منير حديثه برسالة شكر لكل من سانده، مؤكدًا تواضعه وبساطته: "أنا لست بطلًا ولا أسطورة، أنا مجرد مواطن بسيط يحب الحياة ويؤمن بقيمة العدل."
هكذا، يبقى الأستاذ منير الورتاني نموذجًا للمربي الذي جمع بين شغفه بالرياضة، عشقه للسفر، ووفائه لأصالة الماضي، ليترك أثرًا جميلًا في حياة كل من عرفه.