في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي يوم السبت 12 أفريل 2025 تجميد كل تعاملاتها مع الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة، وهددت علنًا بالانسحاب من المسابقات المحلية، في بيان وُصف بالناري، وُجهت فيه اتهامات مباشرة للرابطة بـ"الخروقات الجسيمة" و"انعدام الشفافية والحياد"، على خلفية الملف التأديبي المتعلق بالنجم يوسف البلايلي.

مقالات ذات صلة:

لجنة الاستئناف تؤكد قرار الرابطة بشأن مباراة الترجي الرياضي ضد الأولمبي الباجي

الترجي الرياضي يغادر دوري أبطال أفريقيا بعد تعادل سلبي مع ماميلودي صان داونز

قرار لجنة الاستئناف يُشعل الجدل: إنصاف الإفريقي والصفاقسي يُحرج الرابطة ويُنقذ الترجي!

📌 خلفية الأزمة: ملف البلايلي يشعل النيران

الشرارة التي فجّرت الأزمة تعود إلى العقوبة المسلطة على يوسف البلايلي من قبل لجنة تأديب اعتبرها الترجي "غير مختصة قانونيًا"، مع اتهامات بأن القرار اتُّخذ "سلفًا"، دون اعتبار لمحاضر الدفاع أو سماع اللاعب، ما اعتبره النادي "انتهاكًا صارخًا لحق الدفاع" و"فضيحة تأديبية".

⚖️ قراءة قانونية أولية: هل للرابطة صلاحية البت؟

المثير للجدل، حسب مختصين في القانون الرياضي، أن تأديب لاعب مثل البلايلي في غياب قرارات واضحة من لجنة مختصة أو دون احترام الإجراءات القانونية (مثل الاستماع للاعب وممثليه) قد يُضعف موقف الرابطة قانونيًا أمام الجهات العليا، خاصة اللجنة الوطنية للاستئناف أو حتى الكاف والفيفا.

في هذا السياق، إعلان الترجي نيّته الطعن العاجل أمام لجنة الاستئناف يُعد خطوة أولى في معركة قانونية مرشحة للتوسع دوليًا إن لزم الأمر.

📉 أزمة ثقة... وتصعيد مبرمج

بيان الترجي تضمّن سلسلة من التحركات التصعيدية الممنهجة:

- تجميد العلاقة مع الرابطة إلى حين انتخاب مكتب شرعي.

- مراسلة وزارة الشباب والرياضة لفتح تحقيق إداري.

- طلب جلسة عاجلة مع المكتب الجامعي.

- التهديد بتعليق المشاركة في المسابقات المحلية.

هذه المطالب تكشف بوضوح أن الأزمة تجاوزت ملف البلايلي، وأصبحت مواجهة سياسية رياضية حول الشرعية والشفافية في تسيير كرة القدم التونسية.

🎭 جماهير الترجي في الصورة: رسالة تهدئة

رغم لهجة التصعيد، وجّهت إدارة النادي رسالة هادئة إلى جماهيرها، دعتها فيها إلى "ضبط النفس" و"الالتزام بالسلوك الحضاري"، مشددة على أن "المعركة قانونية" وأن الترجي سيظل "قلعة للحق والكرامة الرياضية".

🧭 سيناريوهات قادمة: إلى أين تتجه الأزمة؟

* تهدئة مرتقبة: قد تتدخل الجامعة التونسية لكرة القدم لامتصاص الغضب، بإعادة النظر في قرار الرابطة أو اقتراح آلية حوار.

* صدام مفتوح: في حال رفضت الجامعة التحرك، قد ينفّذ الترجي تهديده بالانسحاب، ما يعني تعطيل البطولة وضرب مصداقية الموسم.

* تدويل الأزمة: في حال استُنفدت الآليات المحلية دون نتيجة، قد يُحال الملف إلى الكاف أو حتى الفيفا، مع ما يحمله ذلك من تداعيات دولية.

* دخول أطراف سياسية على الخط: نظرًا لحجم الترجي وجماهيريته، لا يُستبعد تدخل سياسي لاحتواء الأزمة، خصوصًا إذا خرجت الأمور عن السيطرة.

💬 ردود فعل منتظرة: صمت أم مواجهة؟

حتى لحظة تحرير التقرير، لم يصدر أي رد رسمي من الرابطة أو الجامعة التونسية لكرة القدم. لكن الضغط الجماهيري والإعلامي يُنتظر أن يدفعهما سريعًا إلى كسر الصمت. في المقابل، يُرتقب أن تتحرك بعض الأندية الكبيرة لتحديد موقفها، إمّا تضامنًا مع الترجي أو دفاعًا عن الرابطة.

📝 خلاصة: كرة القدم التونسية في مفترق طرق

بيان الترجي الأخير ليس مجرد احتجاج... إنه ناقوس خطر يعكس أزمة ثقة أعمق بين الأندية والمؤسسات المشرفة على اللعبة. كرة القدم التونسية اليوم أمام امتحان شفافيتها وشرعيتها... فهل تبادر الجامعة بحل جذري؟ أم أننا نقترب من موسم استثنائي، عنوانه "اللاعودة"؟