يسدل الستار يوم السبت على الموسم الرياضي لكرة القدم 2016-2017 باجراء مباراة الدور النهائي لكاس تونس لكرة القدم الذي سيجمع على ملعب رادس بداية من الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بين النادي الافريقي واتحاد بنقردان.
ولئن يعتبر بلوغ النادي الافريقي المباراة النهائية لكاس تونس أمرا مالوفا حيث سيكون على موعد مع الدور النهائي الخامس والعشرين في تاريخه (رقم قياسي) والثاني على التوالي فان وصول اتحاد بنقردان في المقابل الى مثل هذه المرحلة المتقدمة للمرة الاولى منذ تاسيسه شكل في حد ذاته حدثا بارزا ومفاجاة كبيرة لا سيما اثر ازاحة حامل اللقب الترجي الرياضي في الدور نصف النهائي.
وبين النادي الافريقي الساعي الى تجديد العهد مع لقب الكاس الغائب عن خزائنه منذ عام 2000 واثراء سجله بتتويج يكون الثاني عشر من نوعه من اجل انقاذ موسمه بعدما حل ثالثا في سباق البطولة واتحاد بنقردان الباحث عن باكورة القابه الوطنية في ثاني موسم له في الرابطة المحترفة الاولى، تميل الكفة نسبيا لفائدة فريق باب الجديد غير ان التجربة اكدت في الماضي في العديد من المناسبات رفض "الاميرة" الاحكام المسبقة باطاحتها باكثر من فريق كان مرشحا على الورق لكسب ودها.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه الافارقة الى مواصلة سيطرتهم على اتحاد بنقردان وتحقيق فوز خامس على التوالي بعد الانتصار ذهابا وايابا خلال الموسمين الماضيين في البطولة من بينها سداسية نظيفة في ذهاب مرحلة التتويج للعام الحالي، يطمح ابناء الجنوب الى كسر هذا الحظ العاثر وفك العقدة التي ظلت تلاحقهم امام منافسهم على درب معانقة اللقب الغالي والنسج على منوال الجار ترجي جرجيس عندما ظفر بالكاس على حساب القطب الاخر للعاصمة الترجي الرياضي في نهائي عام 2005.
واذ يدخل النادي الافريقي المواجهة بصفوف مكتملة في غياب الاصابات والعقوبات بما من شانه ان يتيح اكثر خيارات فنية للمدرب شهاب الليلي الذي أولى التحضير النفسي عناية خاصة بهدف رفع درجة جاهزية الفريق من الناحية الذهنية وتحذير اللاعبين من السقوط في فخ استسهال المهمة، فان اتحاد بنقردان سيكون محروما من ثلاث ركائز اساسية هم مراد زهو وياسين بوفالغة في الدفاع واحمد ميدة في وسط الميدان بسبب الانذار الثالث وهو ما جعل عمل المدرب شكري الخطوي يرتكز في المقام الاول على الجانب الفني لايجاد البديل المناسب في كل مركز والمحافظة على توازن الفريق.
منطقيا ينتظر ان يكون النادي الافريقي الذي لم يحالفه الحظ في الادوار النهائية الثلاثة الاخيرة (2003 و2006 و2016) المبادر بالهجوم بالنظر لما يتوفر عليه من عناصر ذات امكانيات عريضة في الخط الامامي تجمع بين سرعة المراوغة وحسن التمركز على غرار صابر خليفة والجزائري ابراهيم الشنيحي والزيمبابوي ماتيو روزيكي بينما يتوقع ان يلعب اتحاد بنقردان بتحفظ ويجنح اكثر للدفاع مع الاعتماد على الهجمة المرتدة في سعيه من اجل هز شباك فاروق بن مصطفى او الوصول بالمباراة الى ركلات الترجيح التي نجح الفريق في التعامل معها بشكل لافت في مشواره نحو الدور النهائي بعدما ازاح بفضلها مستقبل المرسى في الدور ثمن النهائي والترجي الرياضي في المربع الذهبي مستفيدا بالخصوص من تالق الحارس سيف الدين الشرفي المعار من النادي الافريقي.
الضغط النفسي يبدو مسلطا اكثر على لاعبي النادي الافريقي الذين يعلمون جيدا ان التعثر في النهائي يعني تعميق الشرخ مع جماهيرهم غير الراضية على ترتيب الفريق في البطولة وكذلك نتائجه في مرحلة الذهاب من دور المجموعات لكاس الاتحاد الافريقي (المرتبة الثالثة حاليا ب3 نقاط من فوز وخسارتين) وبالتالي قد تعصف خسارة اللقب ببعض الرؤوس في حين سيضاعف التتويج منسوب الثقة داخل المجموعة ويمنحها اجنحة على درب التحليق نحو كسب رهانات اخرى في مقدمتها اللقب القاري.
في الجهة المقابلة سيحاول اتحاد بنقردان مواصلة لعب دور الحصان الاسود في مسابقة الكاس واحداث مفاجاة مدوية على حساب ثاني الاندية تتويجا باللقب خاصة وانه ليس لديه ما يخسر بعدما ضمن في جميع الحالات المشاركة خلال الموسم القادم في بطولة خارجية للمرة الاولى في تاريخه بخوض منافسات كاس الاتحاد الافريقي.
وسيتولى ادارة المقابلة طاقم تحكيم خماسي يتركب من الصادق السالمي كحكم ساحة وبلحسن النجار كحكم مساعد اول ومكرم الزغل كحكم مساعد ثان فيما سيكون امير العيادي ومحرز المالكي حكمين اضافيين خلف المرميين.