في خطوة تعكس التحديات المتزايدة التي تواجه شركة "بوينغ"، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن رائدي الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز، اللذين كان من المقرر أن يعودا إلى الأرض عبر مركبة "ستارلاينر" الفضائية المصنّعة من بوينغ، سيعودان بدلاً من ذلك على متن مركبة من إنتاج شركة "سبايس إكس" المملوكة لإيلون ماسك. هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من المشكلات التي واجهتها "ستارلاينر"، مما دفع ناسا إلى تمديد مهمة الرائدين من ثمانية أيام إلى ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية.
هذا الإعلان يمثل ضربة قاسية لبوينغ، الشريك التاريخي لناسا، ويأتي في وقت حرج للغاية للشركة التي تواجه بالفعل تحديات كبيرة في فرع صناعة الطيران، بدءاً من الأعطال المتكررة في طائراتها وصولاً إلى حادثتي تحطم كارثيتين في 2018 و2019.
وصف الخبراء هذه الخطوة بأنها "محرجة" لبوينغ، حيث يرى المحلل إريك سيدهاوس أن قرار إعادة رائدي الفضاء عبر مركبة "سبايس إكس" يثير تساؤلات حول مستقبل عقود بوينغ مع ناسا، وقد يعرضها للخطر. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن مكانة بوينغ وحجمها الكبير يضمنان قدرتها على التعافي والعودة مجدداً للساحة رغم الإخفاقات المتتالية.
برنامج "ستارلاينر"، الذي كبّد بوينغ تكاليف إضافية بلغت 1.6 مليار دولار بسبب التأخيرات والتحديات في سلسلة التوريد، لا يزال يمثل تحدياً كبيراً للشركة. لكن على الرغم من هذه الخسائر، لا تزال بوينغ تحتفظ بإيرادات قوية من فرع الدفاع والفضاء والخدمات، حيث بلغت 24.93 مليار دولار في عام 2023، من إجمالي إيرادات قدرها 77.79 مليار دولار.
في ظل هذه التطورات، يبقى التحدي الأكبر لبوينغ هو استعادة الثقة في قدراتها الفضائية، والتغلب على العقبات التقنية التي تواجهها في هذا القطاع الحساس.