تقترب البحار من استقبال عملاق جديد يهزّ المفاهيم والأرقام القياسية. إنها "أيقونة البحار"، سفينة للنزهات البحرية تتجاوز أضعافًا مقارنة بسفينة التايتانيك، فهي تفوقها بخمس مرات في الحجم والأبعاد. بوزن يتجاوز 250 ألف طن، ستأوي هذه السفينة السياحية الضخمة حوالي 8000 شخص.
تستعد "أيقونة البحار" في حوض بناء السفن بفنلندا للانطلاق في أول رحلة لها في يناير 2024. بطول يصل إلى 365 مترًا، تعد هذه السفينة العملاقة الأكبر من نوعها في العالم. تصنف في الفئة 6 من السفن العملاقة، وستستوعب أكثر من 5600 راكب بالإضافة إلى طاقم يضم 2350 فردًا. ولن تكتمل تجربة الرحلة إلا بمنطقة المياه الكبيرة، والتي تعد أكبر منتزه مائي في العالم.
تحمل "أيقونة البحار" في جعبتها أكثر من 40 مقهى ومطعمًا، وتوفر مساحات رياضية وترفيهية تناسب جميع أفراد الأسرة، بما في ذلك "شاطئًا صغيرًا" وملعب غولف. وتمتد هذه المرافق المتنوعة على 19 طابقًا من السفينة-المدينة العائمة.
تعد "أيقونة البحار" قمة التطور في صناعة الرحلات البحرية والنقل، حيث تجمع بين أحدث التقنيات في الملاحة وأعلى معايير الرفاهية والترفيه. ومن المقرر أن تنضم إلى أسطول شركة "رويال كاريبيان إنترناشيونال" في أكتوبر 2024 بعد اجتيازها جميع الاختبارات والفحوصات اللازمة.
وعلى الرغم من الإثارة التي أحدثتها "أيقونة البحار" قبل إطلاقها، فإن هناك قلقًا من التأثير البيئي السلبي الذي قد ينجم عنها. فالسفن السياحية الضخمة تترك تأثيرًا بيئيًا كبيرًا على الحياة البحرية، ومع حجمها الهائل، قد يتسبب وجودها في تلويث البحار بشكل أكبر. هذا الأمر أثار انتقادات منظمات بيئية، وعلى رأسها موقع "غرين ماترز" الإلكتروني، الذي اتهم الشركة المالكة للسفينة بجرائم بيئية لا يمكن تجاوزها.
بانتظار موعد إطلاقها، تظل "أيقونة البحار" تثير الدهشة والحماسة لدى العديد من الأشخاص. فهي تعد تحفة فنية وهندسية استثنائية تستحق المشاهدة والاستكشاف عن كثب، وتعد رحلة ممتعة ومليئة بالتجارب الفريدة على متن هذه العملاقة البحرية.