يتهيّأ الاتحاد العام التونسي للشغل ليوم حاسم جديد، بإعلانه تنظيم مسيرة نقابية يوم الخميس 4 ديسمبر 2025، بالتزامن مع الذكرى الثالثة والسبعين لاغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد، في خطوة تعيد تسليط الضوء على حالة التوتر المتصاعدة بين المنظمة الشغيلة والسلطة التنفيذية.
وفق بيان الاتحاد، ستنطلق الجموع العمالية على الساعة الحادية عشرة صباحًا من بطحاء محمد علي الحامي، قبل أن تشقّ طريقها عبر نهج المنجي سليم، فباب سويقة، ثم شارع باب بنات، وصولًا إلى ضريح الشهيد بالقصبة حيث يُلقي الأمين العام نور الدين الطبوبي كلمة يُنتظر أن تحمل رسائل سياسية واجتماعية واضحة.
تحذيرات سابقة… وإضراب عام على الطاولة
وتأتي هذه المسيرة في ظرف اجتماعي دقيق، بعد تأكيد الطبوبي قبل أيام أن المنظمة "قد تُجبر على الذهاب إلى إضراب عام" دفاعًا عن استحقاقات الشغالين، معتبرًا أن حرمان عمال القطاع الخاص من الزيادة لسنة 2025 "أمر غير قابل للقبول" في ظل الارتفاع الحاد للأسعار وتدهور القدرة الشرائية.
التهديد بالإضراب العام لم يأتِ من فراغ؛ فالاتحاد يتحدث عن "انسداد كلي لأفق الحوار الاجتماعي" و"تضييق متواصل على الحق النقابي"، في وقت تواصل فيه الحكومة – بحسب الاتحاد – تجاهل المطالب الاجتماعية الملحّة رغم مضيّها في الترفيع في الأجور بقطاعات أخرى.
جمود سياسي… وقطيعة غير معلنة
العلاقة بين المنظمة الشغيلة والسلطة تراوح مكانها منذ أكثر من عامين، إذ يعود آخر لقاء بين الرئيس قيس سعيّد والطبوبي إلى أواخر 2022، في قطيعة سياسية زادتها حدة تصريحات متبادلة وانتقادات علنية من الطرفين، ليأتي إعلان المسيرة في ذكرى اغتيال حشاد ليعيد الصراع الاجتماعي إلى الواجهة بقوة.
وبين ذكرى زعيم نقابي يحتل موقعًا رمزيًا في الذاكرة الوطنية، ومطالب اجتماعية تزداد ضغطًا على السلطة، تبدو مسيرة 4 ديسمبر أكثر من مجرد إحياء مناسباتي… إنها رسالة صريحة بأن الاتحاد يدخل مرحلة جديدة من المواجهة، قد تُفضي إلى خطوات تصعيدية أكبر إذا لم تُفتح قنوات الحوار مجددًا.



