في ظل تعالي الأصوات وانتشار الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ما يُوصف بـ"بطء الميركاتو" داخل النادي الإفريقي، وبين من يعتبر ذلك إخفاقًا في إدارة ملف الانتدابات، ومن يراه توجهًا مدروسًا، يبرز سؤال مشروع: هل البطء في إتمام الصفقات دليل فشل؟ أم خطوة مدروسة تسبق اختيارات دقيقة؟
✔️ تأخير محسوب... لا ارتباك
تشير المعطيات الواردة من داخل الحديقة "أ" إلى أن الملف اليوم لا يُدار بعشوائية ولا بضغط الجماهير، بل بعقلية جديدة تسعى إلى انتداب لاعبين مقتنعين فعليًا بالانضمام إلى الإفريقي، ويملكون الجاهزية النفسية والبدنية لحمل ألوان النادي، بعيدًا عن منطق "الكم" والصفقات العشوائية.
فمسؤول الانتدابات بالنادي، مهدي ميلاد، يعتمد على مبدأ الانتقاء لا التكديس، ويعمل على غربلة كل اسم يُطرح، من حيث الجدية، الانضباط، والقيمة الفنية والذهنية التي يمكن أن يضيفها للفريق.
⚠️ رفض الابتزاز… خيار لا تراجع فيه
اللافت في ميركاتو الإفريقي هذا الصيف هو التعامل الحازم مع ابتزاز بعض وكلاء اللاعبين، ومحاولات فرض شروط مالية مجحفة أو إدراج بنود جزائية غير منطقية.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الإدارة فضّلت التخلي عن بعض الصفقات على أن تدخل في صفقات ملوّثة بالشبهات أو النوايا المريبة.
فالمعيار اليوم لم يعد "الاسم"، بل "الانتماء والرغبة في الدفاع عن النادي". وهو ما تجلّى في ملفات كثيرة، على غرار المفاوضات الأخيرة مع اللاعب أسامة الشريمي، التي تعطّلت بعد تغييره لشروطه المالية، وإصراره على بند جزائي وصف بأنه "ضعيف جدًا" وغير مقبول من الناحية القانونية والرياضية.
💬 لا للانتداب من أجل الانتداب
يبدو أن إدارة النادي الإفريقي باتت مقتنعة بأن فشل بعض الصفقات ليس بالضرورة خسارة، بل قد يكون تجنّبًا لخسارة أكبر في المستقبل.
وقد أثبتت التجارب السابقة أن استعجال الصفقات، أو الرضوخ لضغوط الجماهير، كان سببًا في التعاقد مع لاعبين لا يملكون لا الجاهزية ولا الحافز الحقيقي، مما أثقل كاهل الفريق ماليًا ورياضيا.
✅ نحو انتدابات "نوعية" لا "كمّية"
الرسالة التي يبدو أن إدارة الإفريقي تحاول إيصالها هذا الموسم واضحة:
لن يدخل الفريق في سباق إعلامي على صفقات وقتية أو استعراضية، بل ستتم الانتدابات بمنطق فني بحت، يُراعي حاجة الإطار الفني، واستراتيجية النادي على المدى المتوسط.
كما يُلاحظ أن الإدارة تسعى لاستعادة هيبة النادي في سوق الانتقالات، حيث لا يُقبل اليوم أن يُملي أي لاعب أو وكيل شروطه، مهما كان اسمه أو سيرته.
📌 في زمن تتسابق فيه الأندية نحو صفقات "الواجهة"، يبدو أن الإفريقي اختار طريقًا مختلفًا: طريق الصبر، والانتقاء، والقطع مع الماضي.
وقد لا تُرضي هذه السياسة بعض الجماهير المتعطشة للأسماء، لكنها حتمًا ستكون أكثر نفعًا وثباتًا على المدى البعيد.
ففي كرة القدم الحديثة، لا تُقاس قوة الفريق بعدد التعاقدات… بل بمدى انسجامها مع مشروعه الرياضي وهويته التاريخية.