على شاطئ روسبينا الساحر بالمنستير، كان الموعد خلال منتصف شهر أوت الجاري مع واحدة من أجمل اللحظات الثقافية الصيفية، حيث احتضنت المدينة الدورة الثانية لتظاهرة "فنون العرائس" التي نظمها المركب الثقافي بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية. المناسبة جمعت بين التكوين والترفيه والفرجة في أجواء احتفالية صنعت البهجة في قلوب الأطفال وعائلاتهم.
العروض تنوعت بين مسرح وحكاية وعروسة، فشدّ الفنان منتصر لعميري الأنظار بعرضه الحكواتي، قبل أن يقدّم المخرج حسان السلامي مسرحية "النمل والسلام" من إنتاج شركة ماسك للإنتاج، وهي تجربة حملت رسائل إنسانية وفنية في آن واحد. ثم كان الموعد مع عرض حكواتي ثانٍ للفنان إبراهيم زروق، فيما حلق الفنان منير الروايحي بالجمهور في رحلة عرائسية جابت بعدّة دول لتفتح أمام الصغار والكبار نافذة على عالم ساحر.
هذه التظاهرة لم تكن مجرّد لحظة فرجوية عابرة، بل جسّدت رؤية ثقافية وسياحية جديدة قوامها مسرح العرائس كرافد إبداعي يثري المشهد الفني بالمنستير. وقد تواصلت التجربة بعد نجاح الدورة التأسيسية الأولى التي انتظمت بشاطئ النخيل بسقانص، والتي احتوت على ورشات بيئية حول حماية السلحفاة البحرية وتحريك العروسة، إضافة إلى عروض نوعية مثل "البجعات" لحسان السلامي و"طبيب الضيعة" للراحل لسعد المحواشي و"ما يراوش" لمنير العرقي.
مديرة المركب الثقافي ومديرة المهرجان الأستاذة أميرة البكوش، أكدت في تصريح خاص أنّ دورة صيف 2025 تميزت بتركيزها أساسًا على الفرجة الموجهة للأطفال في عطلتهم الصيفية، حيث تم تقديم عروض مجانية راقية واحترافية، بما يسهم في نشر ثقافة المسرح العرائسي وتقريبه من جمهوره العائلي.
من جهته، شدد المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير، الأستاذ والباحث والفنان التشكيلي زهير عباس، على أنّ هذه التظاهرة تمثل لونًا ثقافيًا متفرّدًا يثري المشهد الفني بالمدينة ويضيف قيمة إلى الفعاليات الصيفية، مؤكداً أن مسرح العرائس قادر على أن يكون جسرًا بين الترفيه والتربية الفنية.
لتؤكد بذلك المنستير من جديد أنّها قادرة على الجمع بين سحر البحر وإبداع الفن، وأنّ "فنون العرائس" ليست مجرد تظاهرة موسمية، بل موعد متجدد مع البهجة والثقافة.
✍️ منصف كريمي