في خطوة جريئة ومختلفة، أطلق الفنان التونسي مرتضى فتيتي أغنيته الجديدة "ماعلاباليش"، التي جاءت باللهجة التونسية وبنكهة بدويّة عصريّة، لتفرض حضورها القويّ في المشهد الموسيقي وتقتحم قائمة الأغاني الأكثر تداولاً عبر منصة "يوتيوب" في أقل من 24 ساعة، محتلة المرتبة العاشرة ومهدّدة بمزاحمة الكبار!
تمرد موسيقي... وهدوء داخلي:
"ماعلاباليش" ليست مجرّد أغنية، بل صرخة فنية متمرّدة تحمل في طيّاتها رسائل عدم الاكتراث بالحكم المسبق وكلام الناس. في كلمات بسيطة ومباشرة كتبها ولحنها مرتضى بنفسه، يعلن الفنان استقلاله الفني والشخصي، واضعًا المستمع في مواجهة صادقة مع فكرة التحرر من الأحكام والانتصار للذات.
جبال وصحراء... كليب يليق بالنبرة:
المخرج محمد المثلوثي ترجم هذه الحالة النفسية بصور قوية من الجبال الوعرة والصحراء الشاسعة، حيث يظهر فتيتي وحيدًا، ثابتًا، في مواجهة الطبيعة والريح، في إيحاء رمزيّ للصلابة الداخلية رغم العواصف الخارجية.
توزيع بروح العصر:
الموزّع الموسيقي فرات بوقديدة أعطى الأغنية عمقًا إيقاعيًا مميزًا، حيث مزج الإيقاعات الصحراوية التقليدية بأسلوب حديث أعاد للتراث البدوي بريقه العصري، وجعل من "ماعلاباليش" عملاً متكاملاً في الشكل والمضمون.
هل تُعلن الأغنية ميلاد نجم تراثي جديد؟
مع هذا النجاح اللافت، يبدو أن مرتضى فتيتي لا يكتفي بدور المغني فقط، بل يؤسس لنفسه هوية فنية متفرّدة تتّكئ على الجذور وتنفتح على الحداثة، في زمن يبحث فيه الجمهور عن الصدق والبساطة المعبّرة.
"ماعلاباليش" ليست مجرد أغنية بل تجربة موسيقية تمسّ القلب والعقل، وتعلن بكل ثقة أن الصوت البدوي التونسي قادر على احتلال التريند... دون أن يُبالي!