في عالم التكنولوجيا والتطبيقات المتسارعة، يشتد الصراع بين الشركات الكبرى للسيطرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يبدو الأمر أشبه بمعركة لا تنتهي بين الحيتان الكبرى التي تهيمن على السوق. الهدف؟ الفوز بالقمة والاستحواذ على بيانات المستخدمين، وهي السلعة الأكثر قيمة في هذا العصر الرقمي.
اقرأ أيضا:
حظر شبكة "إكس" في البرازيل يثير موجة انتقال جماعي نحو "ثريدز" و"بلوسكاي"
تيك توك تضيف خاصية المحادثة الجماعية وتوسع إمكانيات التفاعل
شركات التكنولوجيا العملاقة تتحدى التوقعات في ساحة الذكاء الاصطناعي التوليدي: انتصارات وأخفاقات
منذ بداية العقد الماضي، شهدنا كيف تحاول الشركات الأمريكية الكبرى مثل فيسبوك وجوجل السيطرة على هذه المنصات بكل السبل الممكنة، سواء عبر الاستحواذ المباشر أو استنساخ الخصائص المنافسة. فما الذي يحدث خلف الكواليس؟ وهل ستنجح هذه الشركات في السيطرة الكاملة على سوق التطبيقات؟
الاستحواذ على المنافسين.. تكتيك قديم
في عام 2010، صعد تطبيق إنستغرام، الذي كان متخصصًا في مشاركة الصور، ليصبح أحد أشهر التطبيقات في العالم. لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت الشركات الكبرى تشعر بالخطر. قدمت مجموعة "أوديو" المالكة لتويتر عرضًا لشراء التطبيق مقابل 500 مليون دولار، لكن اجتماعًا بين مؤسسي إنستغرام ومارك زوكربيرغ في إحدى المناسبات، أدى إلى استحواذ فيسبوك على التطبيق مقابل مليار دولار. هذه الخطوة كانت بداية استراتيجية فيسبوك في ضم كل منافس قد يشكل تهديدًا لعرشه.
نفس السيناريو تكرر مع "واتساب"، الذي استحوذ عليه زوكربيرغ عام 2014 مقابل 19 مليار دولار. والهدف؟ السيطرة على المنصات التي يتبادل فيها المستخدمون الرسائل والمعلومات.
سناب شات: المنافس الذي قاوم
على الرغم من هذه النجاحات في الاستحواذ، لم تكن كل المحاولات ناجحة. في عام 2013، حاولت فيسبوك شراء تطبيق سناب شات الذي كان يستحوذ على اهتمام فئة المراهقين. لكن رفض إيفان سبيغل، مؤسس التطبيق، العرض المغري بقيمة 3 مليارات دولار. بدلاً من الاستسلام، قام زوكربيرغ باستنساخ خصائص سناب شات، وأبرزها ميزة "الستوري" اليومية، وضمها إلى إنستغرام. هذه الخطوة تسببت في تراجع شعبية سناب شات وأسهمه في البورصة.
اقرأ أيضا:
الصين تطلق قمراً صناعياً جديداً لخدمات الإنترنت إلى المدار الأرضي المرتفع
ميتا تدفع 1.4 مليار دولار لتسوية اتهامات بانتهاك تشريعات حماية البيانات في تكساس
الملك ذو الأسنان الزرقاء: القصة المدهشة وراء تسمية "البلوتوث"
تيك توك: التحدي الأكبر
في السنوات الأخيرة، أصبح "تيك توك" المنافس الأبرز، وهو تطبيق صيني يحقق انتشارًا هائلًا، مما أثار قلق الشركات الأمريكية. حاولت كل من فيسبوك وجوجل استنساخ خصائص تيك توك، مثل خاصية "ريلز" على إنستغرام و"شورتس" على يوتيوب. ورغم كل تلك المحاولات، لم تتمكن أي من تلك الشركات من كبح جماح تيك توك الذي أصبح منصة عالمية رائدة، وأفشل محاولات الاستحواذ أو إضعافه.
هل تستمر اللعبة؟
في الوقت الذي تحاول فيه الشركات الكبرى احتكار سوق التطبيقات، تبقى الأسماك الصغيرة تحاول النجاة في هذا المحيط المتلاطم. وبالرغم من نجاح بعض تلك المحاولات، تبقى الأسئلة الكبرى قائمة: هل ستستمر هذه المعركة بين الشركات الكبرى؟ وهل سيشهد المستقبل تحولات جديدة في استراتيجيات السيطرة والاستحواذ؟
في النهاية، يبقى المستقبل مفتوحًا على مصراعيه، والمنافسة الشرسة بين عمالقة التكنولوجيا قد تكون في صالح الابتكار والتقدم، لكنها قد تأتي أيضًا على حساب تنوع الخيارات المتاحة للمستخدمين وصانعي المحتوى.
