تواصل "قافلة الصمود" المغاربية شقّ طريقها بثبات داخل الأراضي الليبية، وسط استقبال شعبي ورسمي يعكس عمق التضامن العربي مع القضية الفلسطينية. فبعد ليلة استراحة في مخيّم مدينة الزاوية، انطلقت القافلة صباح اليوم نحو العاصمة طرابلس، مرورًا بتاجوراء وزليتن، حيث ستتوقف لتناول وجبة الغذاء، قبل أن تستقر مساءً في مصراتة، محطة المبيت لهذا اليوم.
وائل نوار، أحد المشاركين في القافلة، أكّد أن اليوم الأول داخل ليبيا خُصص أساسًا لاستكمال الإجراءات التنظيمية في مخيّم الزاوية، مشيرًا إلى أن الأجواء كانت مشحونة بالعاطفة والالتزام. وقد حظيت القافلة بترحيب رسمي من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، الذي عبّر في بيان مؤثّر عن دعمه الكامل لمسار القافلة، واصفًا إياها بـ"الرمز الحي لارتباط الشعوب العربية والإسلامية بنضال الشعب الفلسطيني".
المجلس شدّد على أن مرور القافلة برًا في الأراضي الليبية هو ترجمة حقيقية لنبض الشارع العربي، وموقف لا لبس فيه ضد الحصار الجائر على غزة. كما وجّه رسالة حازمة إلى المجتمع الدولي، داعيًا إلى رفع الحصار فورًا عن القطاع، مؤكدًا أن ليبيا تظل على عهدها مع فلسطين، قولًا وفعلًا.
في المقابل، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي عن مواصلة مرافقة القافلة بفرق طبية مجهّزة، من معبر رأس جدير إلى معبر أمساعد، لتأمين تنقلها بأمان تام، وصولًا إلى بوابة الأمل: معبر رفح، حيث تستعد القافلة لعبور الحدود المصرية في طريقها نحو غزة الجريحة.
قافلة الصمود ليست مجرد قافلة دعم... إنها صرخة مغاربية تكتبها العجلات على طرقات ليبيا، وتقرأها شعوب العالم: "غزة لستِ وحدك".