كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، عن استرجاع الجزائر رسميا القناع "غورغون" المصنوع من الرخام والمسروق من متحف عنابة، وهذا بعد 16 سنة من وجوده في قصر الرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي، موضحا أن هذه التحفة تعد مكسبا أثريا مهما للجزائر.
وعن تفاصيل سرقة التحفة الأثرية، أوضح الوزير على هامش رده على سؤال شفوي، أمس، بمجلس الأمة، أن قناع "غورغون" المصنوع من الرخام الأبيض الذي سرق من الموقع الأثري هيبون في عنابة عام 1996، وجد في قصر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وتم اكتشافه من طرف مواطن جزائري، وعليه تم الاتفاق مع الطرف التونسي على استرجاع هذه التحفة الأثرية النادرة، مضيفا: "عملية السرقة كانت خلال فترة التسعينيات"، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية في تلك الفترة هي من سرقت هذه التحفة التي يصل وزنها 350 كيلوغرامًا.
واعتبر الوزير أن استرجاع قناع "غورغون" بعد 16عامًا من سرقته من متحف هيبون في عنابة يعد مكسبًا كبيرًا للجزائر، قائلا: "عملنا مع الطرف التونسي الممثل في وزارة الثقافة من أجل إرجاع هذه التحفة باعتبارها قطعة مهمة في تعزيز الإرث الحضاري والتاريخي للجزائر".
وعن كيفية خروج هذه التحفة من عنابة، قال الوزير إن الأزمة الأمنية، التي كانت تمر بها الجزائر في تلك الفترة، دفعت بالجماعات الإرهابية آنذاك للعمل بالتنسيق مع منظمات دولية لتهريب الآثار النادرة، مضيفا "قناع غورغون تم تحويله إلى قصر بن علي وبقي هناك إلى حين تم اكتشافه".
وأضاف الوزير أن القناع وضع في متحف الجزائر العاصمة، لأن المتحف هيبون في عنابة يحتاج إلى حماية أكثر، قائلا: "بهذه المناسبة أدعو إلى ضرورة حماية المواقع الأثرية وتوفير الأمن في المتاحف لأن التراث الجزائري لا يقدر بالمال نظرًا لثقله الثقافي والسياحي".