قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بنحو مليون طفل سوري، ما يُعتبر كارثة بكل المعاني، خاصة أن كان عدد سكان سوريا قبل عام 2011 كان يقدر بنحو 25 مليون نسمة، بحسب وكالة آكي الإيطالية، ثلثهم من الأطفال، ما يعني أن نحو 10% من أطفال سورية أيتام أحد الوالدين أو كلاهما.
وذكرت المنظمة في دراسة خاصة لها أن سوريا تعد الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم، كما بات عشرات الآلاف منهم معاقون إعاقات دائمة، مع تقطع السبل بمئات الآلاف من الأطفال في المناطق المحاصرة، وأشارت إلى نزوح نحو 8 آلاف طفل وحيدين دون مرافقين من أسرهم من أصل مليون طفل نزحوا إلى دول الجوار.
وسبق أن قدّرت إحصائية في شهر آب/أغسطس الماضي عدد الأيتام السوريين بنحو 800 ألفاً موجودين داخل سوريا وفي دول اللجوء المجاورة، ويحظى القليل جداً منهم برعاية مناسبة.
ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 82 ألف أسرة فقدت رجالها المعيلين، وفقدت 2300 أسرة أمهاتها، فيما تؤكد منظمات إنسانية أن نحو 90 بالمئة من الأطفال الأيتام السوريين غير مكفولين.
وأعربت منظمات إنسانية إقليمية ودولية عن خشيتها أن يتعرض قسم كبير من الأطفال الأيتام القاصرين أو اللاجئين دون معيل إلى مخاطر الإتجار بالبشر والرقيق، أو أن يتعرضوا للعنف، أو حتى أن يُستخدموا كقطع تبديل بشرية من خلال سرقة أعضائهم، فضلاً عن خشية متزايدة تتعلق بأزماتهم وصدماتهم النفسية.
وتقول إحصائيات دول أوروبية حاضنة للاجئين كالسويد وألمانيا وإيطاليا وفرنسا أن عشرات الآلاف من الأطفال القاصرين اللاجئين فُقدوا واختفوا دون إمكانية تتبع أثرهم، وتُحذّر سلطات هذه الدول من احتضانهم من قبل الأوساط الإجرامية هناك.