لم يتعود الجزائريون منذ عام 2013 على أن يشاهدوا رئيس جمهورية بلادهم أكثر من مرة في الشهر واحيانا تنقضي عدة أشهر والرئيس في عزلته في الاقامة الرئاسية بزرالدة ، حتى أن هذه العزلة فتحت الباب لتداول اشاعات بلغت حد الحديث عن وفاته.
لكن مع بداية عام 2018 ظهر رئيس الجمهورية مرتين في غضون اقل من 48 ساعة في تصرف لم يعده الجزائريون في السنوات الاربعة من عمر العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ففي غضون اقل من 48 ساعة استقبل بوتفليقة مستشار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في اجراء وصف من قبل خبراء في التشريفات الدبلوماسية بأنه حالة خرق للبروتوكول الرئاسي على اعتبار أن مستشار الملك السعودي الامير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، هو شخصية درجة ثالثة في سلم ترتيب الشخصيات في السعودية و لا يليق بالتالي أن يحظى باستقبال رئاسي ولو حدث مثل هذا الأمر لدواعي خاصة جدا فإنه يتم في مكتب رئيس الجمهورية، على الأغلب فإن مستشار الملك سلمان بن عبد العزيز جاء إلى الجزائر حاملا معه رسالة شفهية أو رسالة مكتوبة تسلم مباشر إلى الرئيس بوتفليقة وليس لغيره من مسؤولي الدولة، لكن الاستقبال الخاص الذي حظي به هذا المستشار يعبر حسب خبراء في الشؤون البروتوكولية الرئاسية والدبلوماسية عن أمرين اثنين، الأول هو الأهمية التي توليها الجزائر لموضوع تطبيع العلاقة مع الدولة العربية الأكثر قوة الآن السعودية من جهة ومن جهة ثانية رغبة الرئيس في الظهور بمرر أو بدونه والتأكيد على أنه المسؤول الأول والوحيد في الجمهورية الجزائرية، وسط تزايد الحديث عن التمديد أو العهدة الخامسة.
وبعد ساعات ليست كثيرة استقبل الرئيس بوتفليقة شخصية خارجية ثانية حيث التقى يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون الخارجية الأسبق لإندونيسيا، حسن ويراجودا، المبعوث الخاص للرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، اللقاء الثاني ايضا تم خارج اطار البرتوكول على اعتبار أن المهمة كان من الممكن أن تم خارج اطار التشريفات الرئاسية وأن يتم اللقاء في مكتب الرئيس بعيدا عن الاضواء.
المبرر الأهم بالنسبة لهذا النشاط هو اصرار الرئيس على التأكيد للخارج والداخل أنه بصحة جيدة وهو يتعافى ويمكنه الترشح للانتخابات القادمة، الرئيس يبدوا بحاجة ماسة لتأييد الداخل وقبله عدم اعتراض الخارج أو الدول العظمى على مسألة التمديد، وهذا لا يتعارض على اي حال مع مبدا السيادة لأن العالم كله يتداخل اليوم، ففي أمريكا أعظم دولة في العالم اعترض رؤساء دول في البداية على مسألة ترشح دونالد ترامب للرئاسة مارسوا ضغوطا في هذا الشأن.