كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى عن لقاءات سرية ستُعقد بين مسؤولين من دول عربية والمبعوث "الإسرائيلي" الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، إريج بن حاييم، مطلع شهر ماي المقبل.
وقالت المصادر، في تصريحات إن: "المبعوث الإسرائيلي حاييم فضّل عدم الانتظار كثيراً بعد تولّيه منصبه الجديد، وأجرى الأيام الماضية العديد من الاتصالات مع مسؤولين في الدول العربية المعتدلة لمباشرة مهامه بشكل رسمي والتجهيز للمرحلة الحاسمة المقبلة".
حاييم توصّل، بحسب المصادر المصرية (التي رفضت الكشف عن اسمها لحساسيّة منصبها)، إلى تفاهمات مع المسؤولين العرب على إجراء لقاءات وزيارات سرية لبعض العواصم العربية تبدأ من القاهرة ومن ثم أبوظبي، على أن تشمل عواصم أخرى خلال المراحل اللاحقة.
وأشارت إلى أن جولة حاييم في العواصم العربية ستبدأ مطلع شهر مايو المقبل، وسيرافقه وفد إسرائيلي سياسي وأمني رفيع المستوى، وسيُجري العديد من اللقاءات مع المسؤولين من الدول التي تطمح لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع "إسرائيل" والتطبيع معها، بعد الخطوة التاريخية التي تقدّمت بها المملكة العربية السعودية حول علاقتها بـ "إسرائيل".
المصادر المصرية ذاتها أكّدت أن الهدف الرئيسي من زيارة حاييم هو التأسيس ووضع الخطوط العريضة لمرحلة جديدة في العلاقات بين الدول العربية و"إسرائيل"، تكون فيها الأخيرة حجر الأساس، متوقّعةً أن تكون هناك زيارات متبادلة وعلنيّة من مسؤولين عرب إلى "إسرائيل" خلال الشهور القادمة.
وفي سابقة هي الأولى في تاريخ منظومة الأمن الإسرائيلية، عيّن وزير جيش الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، رجل الموساد (شعبة جهاز المخابرات) إريج بن حاييم، مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، وهي التسمية الدبلوماسية للعالم العربي، بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية العاشرة عن مسؤول في الوزارة.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن هذا المنصب المستحدث في الوزارة هو الأول من نوعه منذ نشأة "دولة الاحتلال"، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام بشأن الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة، لافتاً إلى أن مبعوث الشرق الأوسط الجديد سيباشر عمله قريباً، و سيكون ضمن مسؤوليّاته التواصل مع العالم العربي، وكذلك ملفّ العلاقات مع دول غربية لها وجود في المنطقة.
ورسمياً فإن "إسرائيل" ترتبط بعلاقات دبلوماسية فقط مع الأردن ومصر، لكن الفترة الأخيرة شهدت تقارباً غير مسبوق من جهة السعودية والإمارات، اللتين باتتا تسيران في طريق التطبيع مع دولة الاحتلال.