حضور الجزائر قمة برازافيل يهدف إلى إعطاء دور أكثر أهمية للاتحاد الأفريقي من أجل بلورة حل سياسي للأزمة الليبية وتجنيبها التدخل العسكري الأجنبي.
تدرك الجزائر أهمية الدعم الأفريقي من أجل إنجاح مقاربتها لحل الأزمة الليبية وعلى هذا الأساس تأتي مشاركتها في اجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا في برازافيل، حيث أكد وير الخارجية الجزائري أن بلاده تتمسك بدورها في التوصل إلى تسوية بين الفرقاء الليبيين.
الجزائر- تتمسك الجزائر بأداء دور فاعل في الأزمة الليبية من خلال استقطاب القوى والمنظمات الإقليمية والدولية لدعم مقاربتها حول حل النزاع بين الأطراف الليبية، وذلك لإضفاء شرعية دبلوماسية على توجهها الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ودفع الحوار السياسي.
وأكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقدوم أن بلاده “ستواصل الاضطلاع بدور محرك في تسوية الأزمة الليبية في أسرع وقت ممكن”، وذلك في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عند انطلاق القمة الأفريقية حول ليبيا في العاصمة برازافيل الخميس.
وقال بوقدوم “إن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها المسعى الجزائري معروفة، فالحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وسلميا، ولا يمكن أن يأتي إلا من لدن الليبيين أنفسهم بمساعدة دولية لاسيما دول الجوار”.
ويأتي زخم الاجتماعات بشأن الملف الليبي في ظل استمرار تركيا إرسال مرتزفة سوريين يشتبه في انتمائهم لتنظيمات متطرفة إلى طرابلس في خرق لمخرجات مؤتمر برلين.
وأكد وزير الخارجية الجزائري، الذي يرافق رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد لحضور أشغال القمة الثامنة لرؤساء دول وحكومات اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا في برازافيل، أن “الجزائر في إطار جهودها الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية أعادت تفعيل العديد من الآليات، لاسيما آليات البلدان المجاورة لليبيا ومالي بالنظر إلى نتائج النزاع الليبي على هذا البلد”.
وأضاف بوقدوم “الجزائر تشارك في كل التظاهرات والنوايا الحسنة التي يمكن أن تساعد في تسوية الأزمة الليبية، على غرار مشاركتها الفعالة في قمة برلين، واحتضانها لاجتماع دول الجوار، من أجل بلورة حل سياسي للأزمة الليبية وتجنيبها التدخل العسكري الأجنبي”.
ولفت إلى أن حضور الجزائر قمة برازافيل يهدف إلى “إعطاء دور أكثر أهمية للاتحاد الأفريقي في حل الأزمة الليبية، لاسيما وأن الكثير من الفاعلين ينتظرون أن تعبر الجزائر عن موقفها بخصوص القضية الليبية، وأن صوتنا أضحى مسموعا الآن أكثر مما كان عليه من قبل”.
وفي الفترة الأخيرة، تحولت الجزائر إلى وجهة للعديد من القوى الإقليمية والدولية للتشاور حول الأزمة الليبية، حيث استقبلت وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد ووزير خارجية فرنسا جون إيف لودريان إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي.
وكانت الجزائر قد أكدت على لسان وزير خارجيتها في اجتماع دول الجوار الليبي على “ضرورة مشاركة دول الاتحاد الأفريقي في المبادرات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية ودعم الحل السياسي فيها”.
وشدد حينها على أنه “لا حل للأزمة الليبية إلا الحل السلمي السياسي بين الليبيين بدعم من المجتمع الدولي، وأن الجزائر ترحب بأي طرف يريد أن يساهم في إرساء السلام في ليبيا، وعلى دول الجوار بذل كل الجهود من أجل إنهاء هذه المأساة التي تمسنا مباشرة”.