هناك نوع من التمدد الطائفي الشيعي في تونس وفي شمال افريقيا ونحن لسنا معه. لسنا مع تكفير الشيعة، ولكن لسنا مع الدعوة الطائفية داخل الأمة ومحاولات اختراق المجتمعات السنية بمد طائفي شيعي، أو العكس؛ أنا لست مع « التسنن» داخل الأوساط الشيعية. الأمة استقرت على تقسيم طائفي محدد لا مصلحة لأحد في تغييره اليوم. من رام توسيع مذهبه وطائفته فالعالم فسيح. بين كل خمسة بشر في العالم، واحد منهم مسلم. من رام توسيع مذهبه ففي اليابان وفي الصين وفي كوريا وفي أمركا اللاتينية متسع. لماذا يأتينا إلى تونس ليفتننا وينقلنا من مذهب إلى مذهب؟ أشبّه دار إسلامنا بجملة من الغرف المتعايشة؛ فلماذ نبذل جهدا لنخرج هذا من غرفة ولندخله الغرفة المجاورة، بينما هناك متسع لكي تأتي بآخرين من خارج الدار، أن تأتي بهم إلى غرفتك؟
الدعوة الطائفية هي نوع من العبث؛ بل نصل إلى القول بأنها نوع من شر الفتنة في الحقيقة. في تونس وفي شمال أفريقيا سالت دماء غزيرة في صراعات طائفية خلال حكم الفاطميين. فلماذا نبذر بذورا ستنتهي بنا إلى ما انتهت به سابقا؟ لذلك نقول إن نشر مذهب طائفي وسط طائفة أخرى هو نوع من الفتنة التي تأسس لهدر الدماء في المستقبل.