شهدت إسرائيل يوم السبت واقعًا دراميًا غير مسبوق منذ عقود، حيث تعرضت لهجمات صاروخية مكثفة من قطاع غزة، وتسلل المقاتلين الفلسطينيين إلى المستوطنات براً وبحراً وجواً. هذا التحرك النادر وغير المسبوق فاجأ الإسرائيليين وحكومتهم، مما أدى إلى انتشار حالة من الارتباك والفوضى. بلغ عدد القتلى حتى الآن 350 بين عسكريين ومدنيين، وهناك آلاف المصابين وعدد كبير من الأسرى والرهائن.
إسرائيل لم تستوعب بعد هول الهجمات والصدمة، حيث ترى عسكرييها ومواطنيها مأساة بين قتيل وجريح وأسير، وتعلن أنها الآن في حالة حرب. اجتاحت إسرائيل آلاف الصواريخ ومظليين في غضون ساعات، وشهدت اختراقات برية وبحرية وجوية في المستوطنات الإسرائيلية.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجد صعوبة في وصف الأحداث باعتبارها حربًا بمعنى الكلمة، حيث بدأت الطائرات بتوجيه غارات إلى قطاع غزة ومواقع محددة، مما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين. الحرب لا تزال مستمرة في القطاع، حيث تشهد المستوطنات العديد من المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين، وتسعى إسرائيل إلى استعادة السيطرة والمبادرة.
نتنياهو حذر من حرب طويلة وصعبة، وأعلن عن نية إجلاء سكان المناطق الحدودية في غضون 24 ساعة، مهدداً حركة حماس بتحمل عواقب إحالة مخابئها إلى ركام. عمليتان عسكريتان، "طوفان الأقصى" و"السيوف الحديدية"، تسعى كلاهما لتحقيق النصر وفرض السيطرة.
المشهد المشتعل شهد أيضاً إطلاق صواريخ من قبل حزب الله من مزارع شبعا باتجاه مواقع إسرائيلية، مما يزيد من تعقيدات الوضع ويفتح أفق الاحتمالات لتصاعد المواجهات. يبحث العالم والمنطقة عن مخرج لوقف الحرب واحتواء التصعيد، وتجري محادثات بين الولايات المتحدة ومصر، في حين تشارك القاهرة في مشاورات مع السعودية والأردن بهدف تحقيق ذلك.