كشفت شبكة CNN الأمريكية، يوم الأربعاء، عن تفاصيل مدهشة حول هجوم "حماس" المفاجئ على إسرائيل، مشيرة إلى أن الحركة استخدمت وسائل تواصل قديمة مبتعدة تماماً عن الأجهزة الرقمية.
وفي تقرير نشرته، أكدت CNN أن المعلومات الاستخبارية التي تم تبادلها بين إسرائيل والولايات المتحدة تشير إلى أن خلية صغيرة من نشطاء حركة "حماس" قامت بالتخطيط للهجوم المفاجئ على إسرائيل. وتم التواصل بين هؤلاء الأفراد من خلال شبكة من خطوط الهاتف والاتصالات تحت سطح أنفاق غزة على مدى عامين، وفقًا لمصادر CNN.
وأشارت الشبكة إلى أن استخدام خطوط الهاتف سمح لأفراد "حماس" بالتواصل بسرية تامة، مما جعل من الصعب على جهازي الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية تتبع هذه المحادثات.
وأشارت المصادر إلى أنه خلال فترة العامين التي سبقت الهجوم، امتنعت عناصر "حماس" عن استخدام الأجهزة الرقمية مثل الكمبيوترات والهواتف المحمولة بهدف تجنب الكشف عن هويتهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية.
وكشفت هذه المعلومات عن الطرق التي اعتمدتها "حماس" للتخفي والتخطيط من خلال استراتيجيات قديمة مثل عقد اجتماعات تخطيطية شخصية والابتعاد عن وسائل الاتصال الرقمية التي يمكن تتبعها بسهولة عبر الهواتف السلكية في الأنفاق.
هذه المعلومات تقدم نظرة جديدة حول الأسباب وراء عجز إسرائيل والولايات المتحدة عن التنبؤ بالهجوم الذي أسفر عن دخول أكثر من 1500 مقاتل إلى إسرائيل عبر الحدود وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.
من ناحية أخرى، رفض مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية التعليق على هذا التقرير، ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن على طلب التعليق.
وأشارت CNN إلى أن سلسلة من التحذيرات الاستراتيجية من وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية لم تكن كافية للمسؤولين في كلا البلدين لتوقع الهجوم في السابع من أكتوبر.
وقد شير الجيش الإسرائيلي إلى الأنفاق التي بنتها "حماس" على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية واصفًا إياها بـ "مترو غزة".
تعتبر هذه الأنفاق متاهة واسعة تُستخدم لتخزين الصواريخ ومخابئ الذخيرة، وتوفير وسيلة للمسلحين للتنقل دون أن يتم الكشف عنها. وتمتلك بعض هذه الأنفاق مراكز قيادة وسيطرة حيوية لحركة "حماس".
وقد أكدت يوتشيفيد ليفشيتز، الجدة البالغة من العمر 85 عامًا والتي كانت واحدة من الرهائن اللتين أطلقتهما "حماس"، أنها نقلت عبر الأنفاق بعد اختطافها وأمضت ليلتها نائمة على الأرض في أحد هذه الأنفاق.
ووفقًا للمصادر المطلعة على الهجوم الذي نفذته "حماس"، فإن الخلية الصغيرة انتظرت حتى اللحظة المناسبة قبل بدء الهجوم لتجهيز مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين سينفذون العملية المحددة.
وأوضحت المصادر أنه على الرغم من تدريب قادة ومقاتلي الوحدات البرية لعدة أشهر وإبقائهم في حالة تأهب، إلا أنه لم يتم إخبارهم بالخطط النهائية إلا في الأيام القليلة قبل الهجوم.
كانت هناك بعض التدريبات العسكرية التي أُجريت فوق الأرض، ولكنها لم تثير انتباه الكثيرين ولم تُعتبر غير عادية. وفي الوقت نفسه، كان الاعتقاد السائد هو أن هذه التدريبات جزء من الروتين العسكري العادي.
وأفاد مصدر ثالث مطلع على أحدث المعلومات الاستخبارية بأن إيران قد ساهمت في تطوير تكتيكات "حماس" فيما يتعلق بالأمان والعمليات العسكرية على مر السنين. ولكن، وفقًا للمصادر الأمريكية، فإنه لا يتوقع أن تكون إيران قد لعبت دورًا مباشرًا في التخطيط للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر.
وفيما يتعلق بالجانب التكنولوجي لهذا الهجوم، كانت إسرائيل تعلم مسبقًا بأن المسلحين الفلسطينيين كانوا يستخدمون أنظمة اتصالات سلكية بدلاً من الهواتف الجوالة.
وفي هذا الصدد، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن إسرائيل واجهت أنواعًا مشابهة من أنظمة الاتصال خلال عملية دهم مدينة جنين في شمال الضفة الغربية خلال الصيف الماضي.
وأثناء تقدم القوات الإسرائيلية في إطار ما أطلقوا عليه "عملية المنزل والحديقة"، اكتشف الجيش خطوط اتصال آمنة وكاميرات مراقبة تعمل بدائرة مغلقة، مما أتاح تحذيرًا مبكرًا من تحركات القوات الإسرائيلية.
وأشار الجيش إلى أن هذا الموقع كان مركزًا رئيسيًا للتنسيق والاتصال بين عناصر التنظيمات المسلحة في جنين، حيث كان يُستخدم لأغراض المراقبة والاستطلاع المتقدم.