كشفت مصادر أمنية مصرية عن رفض مصر لاقتراح إسرائيلي يقضي بالتنسيق بين البلدين لإعادة فتح معبر رفح بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، وإدارة عملياته المستقبلية. جاءت هذه المعلومات وسط تصاعد التوترات بين البلدين عقب التقدم العسكري الإسرائيلي في رفح الأسبوع الماضي، حيث يحتمي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب.
عرض مسؤولون من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الخطة خلال زيارة للقاهرة أمس، في محاولة لإيجاد حل للوضع المتأزم. يُعتبر معبر رفح ممراً رئيسياً لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ونقطة خروج للأشخاص الذين يتم إجلاؤهم طبياً من القطاع المحاصر، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد شبح المجاعة السكان.
وتسيطر إسرائيل حالياً على عمليات المعبر، وأعلنت أنها لن تسمح لحماس بتولي أي دور في تشغيله مستقبلاً. لكن مصر تصر على أن إدارة المعبر يجب أن تكون بيد السلطات الفلسطينية فقط، مؤكدة أن أي دور إسرائيلي في هذا الشأن غير مقبول.
وقال مصدر أمني مصري، إن الاقتراح الإسرائيلي تضمن آلية لكيفية إدارة المعبر بعد الانسحاب الإسرائيلي، إلا أن مصر رفضت هذه الآلية بشدة. وأضاف المصدر أن مصر ترى ضرورة أن يكون المعبر تحت سيطرة فلسطينية خالصة لضمان السيادة والاستقلالية في إدارة المعبر.
وأكد مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الوفد الإسرائيلي سافر إلى مصر بشكل رئيسي لمناقشة الأمور المتعلقة بمعبر رفح في ضوء التطورات الأخيرة، لكنه رفض الخوض في المزيد من التفاصيل.
في هذا السياق، يبقى معبر رفح البوابة الرئيسية للأمل بالنسبة لسكان غزة المحاصرين، وتتزايد الضغوط الدولية على جميع الأطراف للتوصل إلى حل يخفف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.