لم يكد لبنان يفيق من صدمة تفجيرات أجهزة "البيجر" التي أودت بحياة 12 شخصًا وأدت إلى إصابة الآلاف، حتى ضربت تفجيرات جديدة أجهزة الاتصال اللاسلكية في البلاد، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة أكثر من 450 آخرين. التفجيرات، التي طالت أجهزة لاسلكية تستخدمها جماعة حزب الله، أثارت موجة من الإدانات الدولية والمخاوف من تصاعد التوترات في المنطقة.
مقالات ذات صلة:
تايوان تراقب عن كثب انفجارات أجهزة البيجر في لبنان وسط شائعات بتورط شركاتها
آيكوم تحقق في انفجارات لبنان: أجهزة الاتصال اللاسلكي تحت المجهر
المقاومة اللبنانية سترد بقوة على العمليات الإرهابية الإسرائيلية
ورغم نفي شركة "جولد أبولو" التايوانية مسؤوليتها عن تصنيع الأجهزة المتفجرة، مؤكدة أن تلك الأجهزة تم تصنيعها بواسطة شريكها المجري "بي. إيه. سي"، نفت الحكومة المجرية أن يكون للشركة أي موقع إنتاج على أراضيها، موضحة أنها تعمل كوسيط تجاري فقط.
وفي أعقاب هذه الأحداث، تتجه الأنظار نحو مجلس الأمن الذي سيعقد اجتماعًا طارئًا غدًا لبحث تطورات التفجيرات. تأتي هذه الجلسة في ظل دعوات دولية لتهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى اشتعال نزاع أوسع في الشرق الأوسط.
ردود الفعل الدولية
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه الشديد من خطر التصعيد، مشيرًا إلى أن هذه التفجيرات تمثل "خطرًا جديًا" على استقرار لبنان والمنطقة. كما دعا الاتحاد الأوروبي، على لسان جوزيف بوريل، إلى تجنب اندلاع حرب شاملة، مؤكدًا أن الوضع أصبح "مقلقًا للغاية".
من جانبه، شدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك على ضرورة محاسبة المسؤولين عن التفجيرات، مشيرًا إلى أن الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. ودعا إلى تحقيق مستقل وشفاف للكشف عن ملابسات التفجيرات والجهات المسؤولة.
تحذيرات إقليمية
وفي تعليقه على الوضع، حذر الكرملين من أن الهجمات باستخدام أجهزة لاسلكية متفجرة قد تشعل صراعًا إقليميًا واسعًا. ودعا دميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، إلى إجراء تحقيق شامل في الحادث، مؤكدًا أن مثل هذه الوقائع قد تدفع الأوضاع نحو التصعيد والخروج عن السيطرة.
الوضع في لبنان
داخليًا، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن الوحدة الوطنية هي الرد الأمثل على ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي". فيما عبّر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب عن مخاوفه من أن تؤدي هذه التفجيرات إلى نزاع أوسع في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوسيع نطاق الحرب مع لبنان.
وفي ظل هذه التوترات المتصاعدة، تتواصل الجهود الدولية لتجنب مزيد من التصعيد، وسط دعوات من المجتمع الدولي للتهدئة ومحاسبة المتورطين في هذه التفجيرات المأساوية.