شهدت الساحة السورية تصعيدًا كبيرًا في الأيام الأخيرة، مع سلسلة من الهجمات العسكرية التي أفضت إلى تغييرات جغرافية مفصلية. فقد سيطرت فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا على مدينة تل رفعت، الواقعة في شمال سوريا، بعد أن كانت تحت سيطرة القوات الكردية. هذه السيطرة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تحيط تل رفعت بمناطق تسيطر عليها الفصائل التركية والجيش السوري، وهو ما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
مقالات ذات صلة:
الرئيس الأسد: سوريا قادرة على دحر الإرهابيين مهما اشتدت الهجمات
جامعة الدول العربية تحذّر: سوريا على حافة الفوضى وسط تصعيد خطير في حلب
قصف إسرائيلي جديد يستهدف مناطق وسط سوريا
وبينما كانت الأضواء مسلطة على المعركة في شمال حلب، تمكنت هيئة تحرير الشام وفصائلها الحليفة من السيطرة على أحياء مدينة حلب، التي كانت تحت حكم الحكومة السورية منذ بداية النزاع في 2011. هذا التقدم المفاجئ يندرج ضمن هجوم مباغت بدأته الهيئة منذ الأربعاء الماضي، والذي يُعتبر الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب، ويضاف إلى سلسلة من الهجمات التي شملت عشرات القرى والبلدات في إدلب وحماة.
في وقتٍ نفسه، تكشفت معركة أخرى في ريف حلب الشرقي، حيث تمكنت الفصائل المدعومة من أنقرة من السيطرة على مناطق استراتيجية مثل بلدتي السفيرة وخناصر، بالإضافة إلى مطار كويرس العسكري. ويُسجل هذا التقدم بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري، أسفرت عن مقتل عدد من الجنود.
تحت تأثير هذه المعارك، أطلق المرصد السوري لحقوق الإنسان تحذيرات بخصوص مصير ما يقارب 200 ألف كردي في شمال حلب، حيث أصبحوا محاصرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا. في هذا السياق، اتهمت قوات سوريا الديموقراطية، المكوّنة أساسًا من القوات الكردية، تركيا بتدبير هذه الهجمات، معتبرة أنها تهدف إلى تقسيم البلاد.
تستمر الأوضاع في الشرق السوري في التعقيد والتدهور، مع تأثيرات عميقة على التحالفات الإقليمية والدولية، حيث تزداد المخاوف من تزايد عمليات القتال والانقسام بين القوى المحلية والدولية التي تساهم في تفتيت المشهد السوري.