يتحضر الاردن للعرس الانتخابي الملتهب الذي تدور حوله أزمة الثقه بين المواطن و الحكومه نتيجة تراكمات و ارهاصات عانى منها المواطن الاردني و قد يكون اولها تلك الوعود و البرامج الخطابية التي هي اقرب الى مدينة أفلاطون الفاضلة اذ ما عادت تلك البرامج و الشعارات تجدي نفعا مع متطلبات المواطن التي يستجدي منها نتائج فوريه مع ملله من تلك الوعود المستقبليه التي سرعان ما تتبخر مع فوز المرشح.
حالة من الانفصام السياسي يعيشها المواطن الاردني بين دعمه لمن يترشح للانتخابات نتيجة القرابة او المعرفة المسبقه بذلك المرشح و بين شكوكه في امكانية تحقيق طموحاته و اماله و اشباع رغباته في أبسط حقوقه في وطنه.
مهمة صعبة للاعلام الاردني و للسياسي الاردني في استنهاض فكر المواطن الاردني و دفعه الى صناديق الاقتراع ... في ظل عزوف سياسي من قبل الأغلبية فترى بعض الاشخاص يحسبها من جدوى ثلاثة آلاف دينار تدفع كراتب للمرشح التي تشكل في مجموعها ما يتعدى المليون دينار شهريا مقابل ان تستبدل بمشاريع تخدم مصالح المواطن و آخر يروج لاحد أقربائه في احدى الجلسات و في جلسات اخرى تنفتح القريحة و ينطق الضمير بسيل من الشكوك حول فائدة ذلك البرلمان و كأن ذلك القريب سيدخل الى برلمان المريخ.
بينما تقف الممارسات السياسيه للنائب خجولة تحت قبة البرلمان امام إرادة الشعب بعد الفوز و الاستخواذ على الكرسي عداك عن تمرير بعض القوانين امام العاجز عن فك الخط و امام نائب لا يفقه شيئا عن اي عملية سياسيه فاعله تنهض بالشعب الاردني في هذه المرحلة الحرجه سواء كانت بأزمتها سياسيا ام اقتصاديا .. و نائب اخر لا يجروء على استدعاء اي مسؤول للاستجواب و ان تم فتح صفحات التحقيق مع احدهم تطوى في جلسة سرية.
ماكينة اعلامية مشلوله في انتقاض مجريات القبه ليقتصر دورها في استقطاب اعلانات المرشحين التي تتدفق الآلاف من الدنانير في جميع وسائل الاعلام بعيدا عن اي مناظرات او مواجهات امام شاشات التلفاز للكتل او مناقشات حول تلك البرامج و مدى امكانية تطبيقها.
ازمة ثقة تراكمت نتيجة عجز المؤسسة السياسية في الإيفاء بوعودها و بشعاراتها الرنانة في البرنامج الانتخابي و تجدد صورة النائب ذاتها في كل دورة بنفس الإطار العاجز عن تحقيق الأماني و ذلك الصراخ داخل الذي يهز القبة لتصاحبه بعض النعال او طلقات الرصاص في احدى المرات ..و بات الشتم و إلقاء الملامة على الحكومة من اسهل الطرق لارضاء المواطن و إشباع غله من ثقل العيش.
عداك عن التشديد على نزاهة هذه الانتخابات مما يقلل من نزاهة ما سبقها من انتخابات و يدفعك الى وضع علامة استفهام كبيره حول هذا التشديد ..و هو الامر المفترض بشكل تلقائي ان تبنى عليه عملية الاقتراع.
اما ذلك الكم من المرشحين ممن يفاجئك بعضهم بجرئة قراره ليدير المطبخ السياسي الاردني و هو عاجز عن ادارة بقالة صغيرة.
عملية سياسية متآكله من سنين مضت ما عاد الترميم يحبك نسيجها ..فاقمت تآكلها الوعود الذهبية بالعيش الرغيد و ابسط ما طالب بِه المواطن من وظيفة و خدمات و تخفيف للضرائب بات تضرعا و ليس حقا المطلوب اليوم هو اعادة بناء جسر الثقة بين المواطن و النائب الذي تبنى حق الدفاع عن ذلك المواطن و إيثار مصالح الوطن و المواطن عن المصالح الشخصيه ووضع خطط جديده لاستنهاض الشعب نحو الافضل بكل سبل العيش و تطبيق ما جاء في البرامج الانتخابيه و الاعتراف بسبب ما لا يمكن تطبيقه.
ايضا المطلوب سعي حقيقي لتحسين الاوضاع الاقتصاديه و المعيشيه الى الافضل مع الإصرار على المراقبة الدائمه و المحاسبة العلنيه دون التستر على أي سياسي تجرء على النهب من هذا البلد.
المواطن الاردني بات قادرًا على التمييز وتشخيص الأحزاب و الاشخاص التي تعمل لمصلحته من أولئك الذين يعملون لأنفسهم و من حولهم فقط خاصة في ظل هذا الانفتاح الاعلامي الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي المطلوب اليوم بل المفروض حياكة خطاب يحاكي فكر المواطن الاردني بعيدا عن حواسه و رمي جمل المزاودة في الوطنية و الشعارات الفاضلة جانباً.
نحن اوعى من صف الحروف و الخطابات الرنانة المدفوعة مسبقا من قبل بعضهم
نحن اوعى من الخيم الانتخابية وسدر المنسف و الكنافة
نحن اوعى من استجداء أصواتنا قبل الفرز و تسكير الابواب في وجوهنا بعض الحصول على النمرة الحمراء .
نحن الاردنييون سنبقى نؤمن بالديمقراطية الحقيقيه لا تلك الديمقراطية السرابية في تمثيلية الاشخاص الذين يدّعون الديمقراطية .