ميستورا يعلق آمالا على لقاء كيري ولافروف الجمعة المقبل، إنسانيا موسكو ستتعاون مع واشنطن حول الهجمات الكيميائية
أعلنت مصادر سورية وعربية عن أن السلطات السورية والمسلحين في داريا في ريف دمشق توصلوا مساء اليوم الى اتفاق ينص على انسحاب المسلحين بشكل كامل خلال الأيام القليلة من المدينة إلى مدينة إدلب.
وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه من الطرفين يؤكد "ترحيل المسلحين الى إدلب، وخروجهم سيكون دون الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في حين يمكن لأي مسلح يرغب بتسوية أوضاعه البقاء في المدينة وتسليم نفسه للسلطات السورية".
كما وينص الاتفاق على منع المسلحين من أخذ الأموال أو الذهب معهم، كما وينص الاتفاق على تعهد سوري بتقديم الدعم للمدنيين في المدينة ويقدر عددهم 4000 مدني الآن من نحو 70 ألف نسمة قبل الأزمة. ويمكن وفق الاتفاق للمسلحين اصطحاب عائلاتهم معهم إن رغبوا بذلك.
وداريا هي مدينة سورية عريقة تقع في ريف دمشق غرب العاصمة، وتعد أكبر مدن الغوطة الغربية، هاجر معظم سكانها مع بداية عام 2012 باتجاه المملكة الأردنية ولبنان بسبب الأزمة، ومنذ ذلك الحين تم فرض حصار كامل عليها، إلا أن السلطات السورية سمحت قبل أشهر فقط إدخال المساعدات الإنسانية إليها.
وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعًا رمزيا كبيرًا للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات، كما أن لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة لسورية على اعتبار أنها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
وكانت داريا على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد التي بدأت في آذار/مارس 2011، إلا أنه وخلال سنوات الحصار الطويلة خسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل تسعين بالمئة من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية.
دي ميستورا يعلق آمالا على لقاء كيري ولافروف
سياسيا، أعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس أن اللقاء المنتظر بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي سيكون "مهما" وقد يكون له تأثير على استراتيجيته لاستئناف مفاوضات السلام السورية. ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة لبحث النزاع المستمر في سوريا منذ خمس سنوات.
وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي ان هذا الاجتماع سيكون "مهما" وسيكون له "تأثير أكيد على المبادرات السياسية للأمم المتحدة من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية في سوريا". وفشلت جولات متتالية من المفاوضات السورية في جنيف منذ بداية العام، في إنهاء النزاع السوري الذي أودى بحياة أكثر من 290 الف شخص.
وتدعم روسيا النظام السوري سياسيا وعسكريا، فيما تدعم الولايات المتحدة فصائل مقاتلة تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
على الصعيد الانساني اشار دي ميستورا الى أن هدنة الـ48 ساعة أسبوعيا التي دعت اليها الأمم المتحدة للسماح بإدخال قوافل المساعدات الى مدينة حلب قد تدخل حيز التنفيذ قريبا. وأوضح أن "روسيا قالت نعم. وننتظر أن يفعل الآخرون مثلها" من دون أي يحدد أطراف النزاع الذين يجب أن يعطوا موافقتهم على الهدنة.
وهناك 1.5 مليون شخص محاصرين في هذه المدينة بشمال سوريا نتيجة المعارك بين الفصائل وقوات النظام منذ منتصف تموز/يوليو. وأشار الموفد الدولي الى أن الأمم المتحدة "الشاحنات جاهزة ويمكنها الانطلاق في اي وقت".
موسكو ستتعاون مع واشنطن حول هجمات كيميائية
وفي سياق آخر، أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الخميس أن بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة بعد أن خلص تحقيق للأمم المتحدة الى أن النظام السوري شن هجومين كيميائيين في سوريا عامي 2014 و2015.
وقال تشوركين للصحافيين "لدينا مصلحة مشتركة في منع حصول أشياء كهذه وتجنب حصولها حتى وسط الحرب". وحذر من محاولة "استخلاص نتائج متسرعة"، مشددا على أنه ليس من الضروري توقع حصول "مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة حول هذا الملف".
ومن المفترض أن يناقش مجلس الأمن الدولي الثلاثاء تقرير الأمم المتحدة الذي اتهم أيضا تنظيم داعش باستخدام غاز الخردل كسلاح حرب. لكن يمكن لروسيا استخدام حق النقد الفيتو ضد أي مشروع قرار يقدم ضد النظام السوري على غرار قرارات سابقة.
بمساهمة: ا.ف.ب