"الجريدة" الكويتية تقول إن مبادرة مصرية للمصالحة بين عباس ودحلان في خطوة أولى نحو مصالحة مع كافة الفصائل
كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية اليوم الجمعة عن جهود "حثيثة" تبذلها مصر بمساهمة دول عربية من أجل تحقيق "مصالحة داخل حركة فتح" وخاصة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادي السابق في الحركة الذي تم فصله قبل مغادرته الأراضي الفلسطينية محمد دحلان.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى أن المبادرة المصرية هي "خطوة أولى نحو تحقيق المصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية"، مضيفة نقلا عن مصدر مصري أن "القاهرة تدفع في تجاه تحقيق المصالحة داخل فتح أولا، ولاسيما بين عباس ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة محمد دحلان الذي يزور مصر حاليا، ثم الانتقال إلى تحقيق مصالحة بين الحركة وحماس".
وقالت الصحيفة إن المساعي المصرية أدت مؤخرا إلى "إصدار اللجنة المركزية في حركة فتح بيانا أكدت فيه فتح صفحة جديدة مع من صدرت بحقهم إجراءات عقابية"، قائلة الصحيفة إن ذلك كان "إشارة إلى دحلان وبقية المفصولين من الحركة". وأكد المصدر أن "هذه الخطوة تأتي في إطار تصفية الخلافات مع دحلان".
ويعود خلاف عباس-دحلان لسنوات رغم متانة العلاقة السابقة بينهما لسنوات طويلة بوصفها شكلا البديل الشرعي على رأس حركة فتح لخلافة عرفات، وقررت مركزية فتح التي يتزعمها عباس، في يونيو /تموز 2011 فصل دحلان من عضويتها وتحويله إلى النائب العام بتهمة "الفساد المالي وقضايا قتل".
وجاء قرار الفصل بعد تشكيل لجنة من أعضاء اللجنة المركزية للتحقيق مع دحلان فيما يخص قضايا جنائية ومالية منسوبة إليه لجانب إطلاقه سلسلة تصريحات تضمنت هجومًا غير مسبوق ضد عباس وأولاده.
واتهم عباس دحلان بمسؤوليته عن مقتل عناصر وقيادات من حركة فتح. وقال عباس عقب صدور قرارات لجنة التحقيق إن "دحلان كما تعرفون تم التحقيق معه، وعندما أجرى التحقيق القيادي في فتح عزام الأحمد، كانت النتيجة أن هناك ستة قتلوا بمساعدة من دحلان، وكل إخواننا في تونس وهم من القطاع يعرفون هذه القصة". وأضاف عباس أن هذه الحادثة "كادت تسبب فتنة بين أبناء القطاع ولكن أبو عمار احتواها، وقال لا نريد فتنة في تونس".
وأشار عباس إلى أن "حادثة أخرى شهد عليها عزام الأحمد، وهي المحاولة الأولى لاغتيال صلاح شحادة في غزة، حين جاء دحلان وقال صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق، وبعد دقائق سُمع انفجار ضخم فذهب دحلان للخارج وعاد وقال: "لقد نجا، ترك البيت قبل دقيقتين من استهدافه".
وقال دحلان ردا على تصريحات عباس يومئذ عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "إن خطاب عباس نموذج متكامل من الكذب والتضليل ونموذجا للغباء والجهل بالواقع والأحداث الفلسطينية".
وتعهد العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة فتح بفضح ما وصفه بأكاذيب عباس وادعاءاته و"كشف خيوط المؤامرة التي أودت بحياة عرفات، والسر وراء تلقيب الأخير له بكرزاي فلسطين"، في إشارة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.