سيناريوهات كثيرة تنتظر وجدي غنيم، الإرهابي الهارب، وشيوخ الجماعة، الذين يتبنون خطاب تكفيري، وقد يتسببون في أزمات كبيرة للسياسات الخارجية لتركيا، فما بين الترحيل أو الطرد، أو الذهاب لدولة أخرى، أو توجيه رسالة تهديد جميعها سيناريوهات مطروحة بعد الأزمة التي نشبت بين تركيا وتونس نتيجة تصريحات وجدي غنيم، التي كفر فيها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
خبراء وأستاذة قانون دولي أكدوا أن الترحيل سيكون مصير كل من يشكلون خطرا على السياسة الخارجية التركية خلال الفترة المقبلة، ومن بينهم وجدي غنيم، موضحين أن قواعد القانون الدولي تتيح للدولة المضيفة ترحيل أي شخص، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أن السلطات التركية وجهت إنذارا شديد اللهجة لوجدي غنيم طالبته باحترام أدب الضيافة وعدم إصدار أي تصريحات عدائية.
وفي هذا السياق أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، إن قواعد القانون الدولي تجرم أفعال القصف والقدح والتشهير لرؤساء دول أجنبية، مشيرًا إلى أن رؤساء الدول يجسدون الارادة الشعبية لدولهم وينوبون عن دولهم في إبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وبالتالي فما فعله وجدي غنيم الداعية الإخواني من الهجوم على الرئيس التونسي من خلال مقر إقامته بتركيا، هو خرق للقوانين الدولية.
وقال أستاذ القانون الدولي، أن التصريحات الخرقاء التي صدرت عن وجدي غنيم، التي تدعو للعنف ونشر الكراهية سيكون لها تبعات قانونية وسياسية لتقولاتهم المبتذلة، مشيرًا إلى أن الترحيل والإبعاد سيكون مصير وجدي غنيم في تركيا.
واستشهد بأحد المواقف التي شهدتها بعض البلدان خلال الفترة الماضية قائلا:" سبق لحكومة كمبوديا أن قطعت العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا وذلك لقيام أحد المجلات الأمريكية بالتشهير بشقيقة الأمير الكبودي حاكم البلاد في ذلك الوقت".
من جانبه قال محمد حامد، الباحث في شئون العلاقات الدولية: إننا أمام موقف يؤكد أن الحكومة التركية ستقاضي وجدي غنيم نتيجة تصريحاته السيئة ضد تونس والرئيس التونسي، مما أثر على العلاقات بين البلدين، وقد تكون هذه دعوى قضائية حقيقة أو مجرد استهلاك المحلي، ولكن في حال استمرار تصريحات شيوخ الإخوان السلبية تجاه الدول التي لديها علاقات جيدة مع أنقرة، فإنهم قد يواجهون الترحيل.
وأشار الباحث في شئون العلاقات الدولية إلى أن تركيا أوصلت رسالة لوجدي غنيم مفداها أنه مجرد ضيف وعليه أن يحترم شروط الضيافة، خاصة أن تصريحات كثير من شيوخ الإخوان أثرت على علاقات تركيا مع دول خارجية، مشيرا إلى أنه حال ترحيل وجدي غنيم أو شيوخ الإخوان الذين يتسمون بتبنيهم أفكار تكفيرية فإنهم سيذهبون إلى دول ذات كثافة إخوانية مثل ماليزيا أو باكستان، خاصة أن تركيا ليست بحاجة لتدهور علاقاتها الخارجية مع دول صديقة.
من ناحيته قال جمال المنشاوي، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن تركيا تجيد فن التعامل السياسي مع مثل هذه المواقف ففي الوقت الذي تبدي فيه انزعاجها من بعض التصريحات المعادية للدول الأخرى من بعض الأفراد المقيمين على أراضيها فانها تقوم باستهلاك الوقت حتى تمر العاصفة وتقوم ببعض التصريحات الدبلوماسية.
وقال الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن أقصى ما تريد فعله تركيا إزاء شيوخ الإخوان الذين يتسببون في أزمات لها مع دول صديقة هو أمر الشخص المعني بالسفر لدولة أخرى وقد تكون قبرص أو ماليزيا.