أصدرت جمعية أحبّاء دور الثقافة وهي جمعية ثقافية وطنية يرأسها الاعلامي والشاعر ومدير دار الثقافة وادي مليز السيد منصف كريمي اليوم 19 أفريل الجاري بيانا عبّرت من خلاله عن استيائها من الحملة الممنهجة ضد وزارة الشؤون الثقافية حيث أكّدت أنه منذ تسجيل أول اصابة بفيروس "كوفيد 19" المستجدّ بتونس تتابع الجمعية بانشغال كبير الحملة الهجينة والشرسة التي طالت وزارة الشؤون الثقافية بالدعوة إلى التخلّي عليها وتحويل ميزانيتها لفائدة وزارة الصحة كما تسجّل بكل أسف وحسرة تواصل هذه الحملة الإعلامية التي طالت قرار وزيرة الشؤون الثقافية الترخيص الاستثنائي لبعض شركات الإنتاج لمواصلة ما تبقى من عمليات تصوير عدد من الأفلام والمسلسلات المبرمجة للشبكة التلفزية العمومية والخاصة خلال شهر رمضان المعظّم.
وفي هذا الإطار نبّهت الجمعية في بيانها إلى خطورة هذه المواقف وما صدر منها من بعض نوّاب الشعب وتؤكّد ان هذه الحملة تتجاوز شخص وزيرة الشؤون الثقافية لتطال الوزارة ككلّ ورغم التوضيحات التي قدّمتها الوزيرة السيدة شيراز العتيري عبر مختلف وسائل التواصل الإعلامي وحول أبجديات الوقاية والحماية ذات الصلة بتفشي انتشار الفيروس خلال استكمال بقية عمليات تصوير الافلام والمسلسلات إلاّ ان الرسالة يبدو انها لم تفهم على الأقلّ نظريا وتبعا لما سبق ذكره فان الجمعية إقترحت على وزيرة الشؤون الثقافية الاذن لاحدى شركات الانتاج والتصوير بالقيام بعملية بيضاء لتحويل توضيحاتها النظرية الى تجربة عملية ووفق شروط الوقاية والحماية الصحية الضرورية والمتأكّدة التي ذكرتها في تصريحاتها الاعلامية وذلك على غرار العملية البيضاء الخاصة بطريقة دفن موتى الـ"كورونا" التي قامت بها بلدية تونس لمزيد اضفاء الشفافية على عمليات التصوير سالفة الذكر و حتى لا ينجح الصائدون في الماء العكر في مخططهم الممنهج لمغالطة الرأي العام.
كما دعت الجمعية كافة المبدعين والفنانين من مختلف الفنون والعاملين بالقطاع الثقافي وتحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية للتجرّد من الحسابات الشخصية والانخراط الكلّي المطلق واللامشروط في الدفاع عن وزارة الشؤون الثقافية كهيكل حكومي بعيدا عن الشخصنة والانخراط كذلك في حملة اعلامية كبرى لتوضيح أهمية القطاع ودوره في صقل الابداعات ونحت الشخصية المدنية المتجذّرة في هويتها العربية الاسلامية والمنفتحة على الثقافات والحضارات الأخرى والوافدة والمواكبة لعصرها.
وفي ختام بيانها ثمّنت الجمعية مبادرة وزارة الشؤون الثقافية ببعث صندوق"حساب الحياة الثقافية" كاجراء اعتبرته مهمّا لمساعدة المبدعين ومنشّطي الحصص المتعاقدين بالمركّبات الثقافية ودور الثقافة وتعويل وزارة الشؤون الثقافية على امكانياتها الذاتية رغم ضعفها وعلى علاقاتها التشاركية ودعت الفنانين والمبدعين الميسورين الى المساهمة في دعم موارد هذا الصندوق معاضدة لزملائهم وأصدقائهم من الفنانين الذين يحتاجون الى الدعم ودعت كذلك كافة العاملين بالقطاع الثقافي للانخرط في هذه المبادرة التضامنية بالتبرّع بيوم عمل لفائدة دعم هذا الصندوق وبما من شأنه توفير موارد مالية تساهم في انقاظ العاملين بالقطاع والمبدعين من حالة التهميش الاجتماعي الذي يعيشونه حتى ننطلق من جديد وبأمل متجدّد في ثقافة الحياة بعيدا عن تغريدات الموت ودفاعا عن مبدإ تحويل وزارة الشؤون الثقافية الى وزارة سيادية.