في بيان أصدرته مؤخراً، حذرت الجمعية الدولية لحماية أطفال المتوسط من "ظاهرة الكلاب السائبة" التي تهدد العودة المدرسية وحياة التلاميذ في تونس، داعية إلى تشكيل خلية أزمة تضم مختلف الوزارات المعنية (الصحة، الداخلية، التربية) للتصدي لهذا الخطر المتزايد.
وأوضحت الجمعية أن التلاميذ في تونس يواجهون خطراً غير مسبوق يتعلق بالكلاب السائبة التي تعجّ بها الشوارع، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تشكل تهديداً ليس فقط لسلامة التلاميذ، ولكن أيضاً لأمن المؤسسات التربوية، مما يجعل العودة إلى المدارس محفوفة بالمخاطر. وأضافت أن "المؤسسات التربوية لم تعد آمنة والطريق إليها أصبح يكتنفه خطر حقيقي".
وأكدت الجمعية أن "هذه الظاهرة قد تحولت إلى كابوس حقيقي"، مشيرة إلى أن الكلاب السائبة تحاصر المؤسسات التربوية وتسبب رعباً وقلقاً في نفوس التلاميذ، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم والبيئة المدرسية. كما شددت على أنه "لم يعد مقبولاً أو مسموحاً التغاضي عن هذه الظاهرة التي تعتبر غير موجودة حتى في أكثر الدول تخلفاً".
ودعت الجمعية إلى "البدء فوراً في حملة وطنية واسعة للقضاء على هذه الكلاب السائبة"، معتبرة أن هذا هو الحل الأنسب على المدى القصير. وطالبت أيضاً بوضع حد للتجارة الفوضوية للكلاب ومراقبة المربين العشوائيين، داعية إلى إشراك جمعيات حقوق الحيوان في مكافحة الظاهرة عبر تخصيص ملاجئ للكلاب وتوفير العناية والتعقيم الضروريين طوال حياتها.
وفي إطار تعزيز الجهود، دعت الجمعية البلديات إلى "مطالبة السكان بالكشف عن الكلاب التي يمتلكونها، وتسجيل معلومات هويتها ورقمها ونوعها، بالإضافة إلى الالتزام بعدم التخلي عنها في الشارع".
وأعلنت الجمعية أنها ستقوم بإنشاء "خلية رصد ومتابعة" لمراقبة هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال في تونس، مؤكدة على ضرورة تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية لمواجهة هذا التهديد.