مصادر تشير إلى أن الرئيس التونسي يخطط لإطلاق مبادرة يهدف من ورائها إلى الحد من هيمنة النهضة على المشهد السياسي.
كشفت مصادر مقربة من قصر الرئاسة بقرطاج أن الرئيس الباجي قائد السبسي يخطط لإطلاق مبادرة سياسية جديدة من شأنها أن تعيد التوازن للمشهد السياسي الذي تهيمن عليه حركة النهضة الإسلامية.
واشارت إلى أن الرئيس التونسي بات أكثر اقتناعا بأن الحدّ من هيمنة النهضة في ظل حالة التشظي التي يعيشها نداء تونس من جهة وتشتت القوى الديمقراطية لا يمكن إلا من خلال حزب سياسي جديد يجمع بين قوى سياسية علمانية ويسارية معادية للإسلام السياسي.
وأجرى الرئيس التونسي سلسلة لقاءات ومشاورات مع عدد من القيادات السياسية ومنها قيادات من الجبهة الشعبية المعارضة.
ويقول سياسيون إن قائد السبسي الذي لا يملك صلاحيات محدودة يسعى من خلال تشكيل حزب جديد يدمج عددا من الأحزاب بما فيها نداء تونس الذي أسسه لمواجهة النهضة في انتخابات 2014 التشريعية والرئاسية، في حزب واحد، إلى ضمان أكبر تمثيل برلماني يسمح بتعديلات دستورية لتغيير طبيعة النظام باتجاه نظام رئاسي.
إلا أن قراءات أخرى استبعدت أصلا سعي قائد السبسي لتشكيل حزب وطني على أنقاض حزب نداء تونس أو أن تكون لديه هواجس تغيير النظام شبه البرلماني إلى نظام رئاسي.
واشارت تلك القراءات إلى أن الرئيس التونسي لو كان يخطط لمثل هذا المسعى لما تحالف مع النهضة بعد 2014 ضمن ائتلاف حكومي قاده الصيد.
واشارت إلى أن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية كان الهدف منها تجاوز الأزمة السياسية واحراج أحزاب المعارضة وأيضا المركزية النقابية (رفضت المشاركة في حكومة الوحدة) بإشراكها في الحكم لإظهار أنها تعارض فقط ولا تملك برامج أو بدائل قادرة على اخراج تونس من أزمتها.
وذلك لا يعني أن الرئيس التونسي قلق من هيمنة النهضة الاسلامية على المشهد السياسي في تونس بعد أن استعادت موقعها كأول كتلة برلمانية على اثر الأزمة الداخلية التي عصفت بنداء تونس.
وكان الرئيس التونسي قد أربك حركة النهضة بانفتاحه على القوى السياسية العلمانية بهدف توفير حزام سياسي ديمقراطي لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها يوسف الشاهد.
وكان الهدف من الانفتاح على أكبر قدر ممكن من الأحزاب العلمانية التخفيف من هيمنة النهضة على المشهد السياسي.
والتقى قائد السبسي بعدد من القيادات السياسية المناوئة للنهضة ومن ضمنها القيادي بالجبهة الشعبية منجي الرحوي وايضا بالناطق باسم الجبهة حمة الهمامي كما التقى بقيادات من مشروع تونس الذي أسسه مستشاره السابق والأمين العام السابق للنداء محسن مرزوق.
وتجلى مسعى قائد السبسي بانفتاح حكومة الوحدة الوطنية على 6 من القوى السياسية العلمانية.