اختر لغتك

حلفاء الأمس أعداء اليوم

احتدام الصراع بين الجناحين المتصارعين داخل نداء تونس

احتدم الصراع بين الجناحين المتنافسين على شرعية تمثيل حركة نداء تونس، وسط تراشق كلامي تخللته اتهامات واشتراطات مُتبادلة تُنذر بقرب القطيعة التي ستزيد في تعميق الانقسامات وحالة التشظي التي تشهدها هذه الحركة التي تأسست في العام 2012 لتحقيق التوازن في المشهد الحزبي في تونس.


تونس- صعد الجناحان المُتصارعان داخل حزب نداء تونس، أي جناح حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الباجي قائد السبسي، الذي يتمسك بمنصبه كمدير تنفيذي لحركة نداء تونس، وجناح “الإنقاذ والإصلاح”، الذي يمثله رضا بالحاج وعدد من القيادات البارزة في هذه الحركة، من تحركاتهما الميدانية بعقد سلسلة من الاجتماعات العامة في مسعى لاستمالة القاعدة الحزبية التي أصبحت مُنقسمة بشكل خطير.

ويضم جناح “الإنقاذ والإصلاح” عددا من أبرز قادة حركة نداء تونس منهم، رضا بالحاج وبوجمعة الرميلي، ومنصف السلامي، وفوزي اللومي، وفوزي معاوية، وخميس قسيلة، والناصر شويخ، وعبدالعزيز القطي، وعماد أولاد جبريل.

وفي المقابل، يحافظ جناح السبسي الابن على ما تبقى من حركة نداء تونس بعد انشقاق محسن مرزوق عنها ويتمسك بنتائج مؤتمر سوسة الذي عُقد في يناير الماضي، وخاصة لجهة تعيين حافظ قائد السبسي مديرا تنفيذيا للحركة وممثلها القانوني، وهو تعيين دفع جناح “الإنقاذ والإصلاح” إلى وصف ذلك المؤتمر بـ”الانقلابي”.

وبدأت هذه التحركات الميدانية التي أثارت اهتمام المراقبين، باجتماع نظمه الأحد، جناح “الإنقاذ والإصلاح”، شمل القاعدة الحزبية لحركة نداء تونس في أربع محافظات هي القيروان وسوسة والمنستير والمهدية، اندرج في سياق التحركات التي بدأها هذا الجناح في بداية شهر أكتوبر لبلورة خارطة طريق لإنقاذ حركة نداء تونس.

ودعا المشاركون في هذا الاجتماع في بيان وُزع، الإثنين، إلى الإسراع في تشكيل “هیئة وطنیة للإنقاذ” تتولى مهمة الإعداد لـ”ملتقى وطني” یجمع كافة كوادر حركة نداء تونس من أجل وضع خارطة طریق لإنهاء الأزمة التي تعصف بالحركة.

وشدد البيان على ضرورة “إلغاء منصب المدير التنفیذي الذي يتولاه حاليا حافظ قائد السبسي، وتشكيل هیئة توافقية محدودة العدد من داخل الهیئة السیاسیة لقیادة الحركة وتمثیلها قانونيا، بالإضافة إلى البدء الجاد في الإعداد لعقد مؤتمر وطني في أجل أقصاه شهر مارس 2017.

وأضاف أن هذه المبادرة تندرج في إطار “الحفاظ على الحركة ودعم مسار الإصلاح لتتجاوز بذلك أزمتها القیادیة المستفحلة نتیجة التفرد بالرأي والقرار واعتماد أسالیب الاحتكار والإقصاء من طرف الإدارة التنفیذیة بقيادة حافظ قائد السبسي الذي سعى إلى تلمیع صورته على حساب نضال الهیاكل على الصعيدين الجهوي والمحلي”.


وقبل هذا البيان، قال رضا بالحاج، عضو الهيئة السياسية لحركة نداء تونس، والذي يعد أحد أبرز قادة جناح “الإنقاذ والإصلاح”، إن الهدف من هذه التحركات الميدانية واللقاءات والاجتماعات التي تخللتها هو “إنقاذ الحركة وتصحيح مسارها والدعوة إلى تركيز هيئة تسييرية جديدة، وتخلي المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي عن كل مهمة وظيفية له داخل الحركة، ولكن دون إقصائه”.

ولم يتردد بالحاج في اتهام السبسي الابن بالاستئثار بإدارة الحركة عبر استبعاد بقية أعضاء هيئتها السياسية، بينما اعتبر سفيان طوبال، رئيس الكتلة النيابية لحركة نداء تونس، أن اجتماع الأحد “يندرج في إطار سلسة من اللقاءات لعرض خارطة طريق لتصحيح مسار الحركة التي تمر بأزمة قيادة”، على حد تعبيره.

وبالتوازي مع ذلك، تحرك حافظ قائد السبسي، حيث جمع عددا من أنصاره في اجتماع مواز لاجتماع جناح “الإنقاذ والإصلاح”، ما أثار استياء وغضب العديد من كوادر هذه الحركة، خاصة وأنه تسبب في بروز تراشق كلامي وتبادل للاتهامات بين الجناحين، في وقت مازال فيه البعض من الندائيين يأملون في رأب الصدع الذي استفحل، وبات يُهدد بانقسام جديد داخل الحركة.

وأشرف السبسي الابن، الأحد، على اجتماع بمحافظة منوبة جدّد فيه دعوة من وصفهم بـ”المنسلخين والمنشقين”عن الحركة إلى طرح مبادراتهم الإصلاحية داخل الحركة وليس خارجها.

وحذر في كلمة له من “حملات التشكيك والتقزيم ومحاولات تفكيك حركة نداء تونس وإضعافها”، داعيا في المقابل الجميع إلى تحمل مسؤولياته الوطنية والتاريخية والابتعاد عن المصالح الضيقة وتغليب مصلحة الوطن مع الحرص على ضمان استقرار الحركة ودعم حيويتها.

وكان يمكن ألا يُثير هذا الخطاب جدلا في صفوف هذه الحركة التي تُعاني من الانقسامات لو بقي الصراع في إطار المواقف السياسية، غير أن ما ورد على لسان السبسي الابن من اتهامات لقادة جناح “الإنقاذ والإصلاح”، هو الذي ساهم في ارتفاع حدة الخلافات التي دفعت البعض من المراقبين إلى القول إن “انهيار هذه الحركة وتشتتها بات وشيكا”.

وكان السبسي الابن قد وصف جناح “الإنقاذ والإصلاح” بأنه من الأطراف “المغردة خارج السرب”، وأكد تمسكه بمنصبه كمدير تنفيذي للحركة، وهو ما دفع رضا

بالحاج إلى اتهام السبسي الابن بـ”التشويش”، فيما وصف فوزي اللومي الاجتماع الذي نظمه السبسي الابن بـ”التصرف الصبياني”.

وفيما أكد فوزي اللومي أن حافظ قائد السبسي “لم يعد المدير التنفيذي لحركة نداء تونس”، برزت البعض من الأصوات الأخرى التي تنادي بضرورة وقف هذا الصراع والعمل على تجاوز الأزمة الراهنة عبر الذهاب إلى عقد مؤتمر انتخابي في أسرع وقت ممكن.

وعبّر عن هذا الموقف بوضوح مراد دلش، رئيس اللجنة الوطنية القانونية لحركة نداء تونس، الذي خاطب المتصارعين قائلا “وحدوا صفوفكم واهتموا بمشكلات الشعب وكفوا عن صراع الكراسي”.

 

آخر الأخبار

قيس سعيّد يكتسح الانتخابات الرئاسية في الدور الأول بنسبة 89.2% وفق سيغما كونساي

قيس سعيّد يكتسح الانتخابات الرئاسية في الدور الأول بنسبة 89.2% وفق سيغما كونساي

فيروس كورونا يعود بقوة: سلالة XEC الجديدة تجتاح أوروبا والعالم

فيروس كورونا يعود بقوة: سلالة XEC الجديدة تجتاح أوروبا والعالم

تصاعد التوتر في بئر السبع: مقتل مجندة إسرائيلية و13 إصابة في عملية إطلاق نار وطعن

تصاعد التوتر في بئر السبع: مقتل مجندة إسرائيلية و13 إصابة في عملية إطلاق نار وطعن

السينما التونسية تلمع في مهرجان الجونة السينمائي بمصر: "ماء العين" و"برج الرومي" يمثلان تونس

السينما التونسية تلمع في مهرجان الجونة السينمائي بمصر: "ماء العين" و"برج الرومي" يمثلان تونس

تفكيك شبكة اتجار بالبشر في القصرين واسترجاع رضيع تم بيعه بمقابل مالي

تفكيك شبكة اتجار بالبشر في القصرين واسترجاع رضيع تم بيعه بمقابل مالي

Please publish modules in offcanvas position.