في كل عام، يتجدد الحديث عن التوحد غير أنه في كثير من الأحيان يظل حبيس المناسباتية حيث يسطح قضية جوهرية تتجاوز أبعادها المفهوم البيولوجي أو الطبي إلى ما هو أعمق وأشمل، إذ تتداخل الأبعاد الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، والتشريعية، لتشكل صورة متكاملة لما يعنيه أن يكون الإنسان مختلفا في مجتمع لم يتجاوز بعدُ ثنائية "الطبيعي" و"غير الطبيعي"؛ وبالتالي، فإن اليوم العالمي للتوعية بالتوحد ليس مجرد موعد لرفع الشعارات إنما هو لحظة اختبار حقيقية لمدى قدرة المجتمع على استيعاب التعددية ليس فقط كمبدأ أخلاقي ولكن كضرورة وجودية تفرض نفسها على كل بنية تسعى إلى تحقيق العدالة في أسمى معانيها.