اختر لغتك

 
أمل حسين: ناشطة حقوقية من مصر

تونس على خطى الدولة العلمانية

اثارت اقتراحات الرئيس السبسي مؤخرا ضجة في اواسط المشايخ ورجال الدين الاسلامي حين صرح في  خطابه بمناسبة العيد القومي للمرأة في تونس بأنه ان الأوان للمرأة ان تتساوى في الحقوق والواجبات مع الرجل بان ترث مناصفة مع الرجل.. كما نوه الرئيس في خطابه عن قضية زواج المسلمة بغير مسلم من اهل الكتاب.. انه لا يوجد اي نص ديني في الاسلام يحرم زواج المسلمة بغير مسلم من اهل الكتاب.. فلما هب الجميع واتهموا تونس انها تريد الخروج على الشريعة الاسلامية... الم ينص الاسلام بان اهل الكتاب مؤمنين؟ اليست اساس العقيدة هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر.. فهل اعتبر الذي على غير دين الاسلام كافر ولماذا لا تطلقوها صريحة لانه لا يوجد اي نص او تشريع يصرح بان صاحب الكتاب الذي على غير دين الاسلام كافر..

انه امرا جلل بالنسبة لمجتمعات شرقية مغلقة على نفسها.. فالمرأة في بلاد الشرق لا تتزوج من غير جنسيتها الا نادرا ولا من خارج مدينتها المجتمع الصغير الذي تعيش فيه  بل ايضا من خارج اقاربها فما بالك ان تزوجت من غير دينها..

تونس الدولة التي طالما الهمت دول جوارها سياسيا وثقافيا بل ان تجربة تونس الديموقراطية مازلنا نشهد لها ولنجاحها واستقرار الراي السياسي بها ..

اما عن قضية  الميراث.. فتوريث المرأة على النصف من الرجل ليس موقفا عاما لكل الرجال ولا كل الاناث.. القرآن لم يقل يوصكم الله في المواريث.. وانما قال يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فهذا التمييز ليس قاعدة ثابتة في كل الحالات.. فالحكمة هنا من هذا التفاوت هو مسألة ان الرجل له دور الاعالة للانثى الزوجه وللاولاد وبما ان هذه الحالة تغيرت الى حد ما في زمننا هذا بان المرأة اصبحت ايضا تعول اسرتها مثلها مثل الرجل.. فهنا لم يتحقق الهدف المنشود من ان المرأة ترث النصف ..

انه مما يدهش الكثير ان المرأة في اربع حالات فقط ترث نصف الرجل واكثر من 30 حالة ترث فيها المرأة مثل الرجل تماما و 10 حالات اخرى ترث فيها المرأة اكثر من الرجل..

والميراث في الشريعة الاسلامية على طريقتين.. ميراث بالفرض حسب القوانين التي ذكرت في القرآن وميراث بالتعصيب وهو باقي بعد توزيع الميراث.

ان اكبر فروض الميراث في القرآن هو الثلثان وهذه النسبة لا يحصل عليها رجل وهي نسبة مخصصة للنساء فقط وهي للبنتان او بنتا الاخت او الاختان.

ان احكام الميراث في الاسلام  كانت بمثابة ثورة استرجاع حقوق للمرأة وعلى الرغم من هذا حتى الآن البعض يحرم المرأة من الميراث ويرث فقط الرجل ..

من الجميل ان نرى كل هذا التقدير لقيمة المرأة في تونس ان المرأة محور اساسي في بناء المجتمعات والأمم الراقية والاهتمام بها وبحقوقها خطوة رائعة خطتها تونس حكومة وشعبا في طريق الدولة العلمانية التي تقف على مسافة واحدة من كل الاديان والاطياف... فالكل امام القانون سواء مهما كان تصنيفه.

فنحن من مصر كصوت يعبر عن التنوير وحقوق المرأة العربية والسعي للوصول للدولة العلمانية نؤيد اقتراحات الحكومة التونسية وندعمها وندافع عنها بكل قوة فمازال الصوت الحر في مصر يعلو ومازلت مصر تقاوم كل رجعية.  وترتقي بعقول ابنائها فمصر كانت ومازلت منارة للثقافة والعلم والفنون نحن ماضون في الدفاع عن حقوق الانسانية..  فشكرا تونس التي الهمتنا ثورتها السياسية والان تلهمنا ثورتها الثقافية التنويرية شكرا سيادة الرئيس السبسي.

 

والى المزيد

أمل حسين / ناشطة حقوقية من مصر

 

Please publish modules in offcanvas position.