في بادرة مهمّة تحسب لوزارة الشؤون الاجتماعية ونهلا على نظيرتها وزارة الشؤون الثقافية وبمنطقة أريانة تم مؤخرا افتتاح الموسم الثقافي لمنظوري هذه الوزارة من ذوي الاحتياجات الخصوصية وفي تنسيق محكّم من طرف الشاعرة ألفة العبيدي بصفتها المنسّق الثقافي بالادارة الجهوية للشؤون الاجتماعية بولاية أريانة تم تنظيم مجموعة من الورشات أثثها المنتمون الى النوادي والجمعيات التي ترعى هؤلاء الفئات ذات الخصوصية من الاطفال والشباب.
فضمن خيام فنية انتظمت ورشات في الحرف والفنون والصناعات التقليدية والبراعات اليدوية كما قدّمت مجموعة من المسرحيات والسكاتشات من انتاجهم الى جانب تأثيث الحفل بعروض موسيقية وفنية واختتامه بتكريم عدد من الفاعلين في الحقلين الثقافي والاجتماعي في موكب تمّ بالشراكة بين وزارتي الشؤون الثقافية والشؤون الاجتماعية وبحضور الوزيرين ذي الصلة وتفاعلا مع نجاح هذا البرنامج وفي بادرة طيبة منها وجّهت الشاعرة والمنتجة ألفة العبيدي رسالة الى وزير الشؤون الثقافية اقترحت فيها بعث قطب ثقافي لذوي الاحتياجات الخصوصية يكون مقرّه "مدينة الثقافة"بما سيمكّن حسب ما أفادتنا هذه المبدعة في المجالين الأدبي والاعلامي والغنائي "ذوي الاحتياجات الخصوصية من ممارسة النشاط الثقافي في كل مجالات الإبداع والفنون والثقافات من موسيقى ومسرح وفنون تشكيلية وتصوير فوتوغرافي وتأليف قصصي وإبداع شعري"وإذ نثمّن هذه البادرة فثقتنا كبيرة في الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية وفي حسّه الانساني الذي عرف به قبل ان يكون وزيرا في دعمها وإسنادها والانطلاق في تجسيدها خصوصا وان الفضاء متوفّر وأن هناك ارادة سياسية من حكومة الوحدة الوطنية للاهتمام والعناية بهذه الشريحة من المجتمع تكريسا لمبادىء دستور الجمهورية الثانية كما نعتبر ان هذه المبادرة وهذا المقترح مهم وراق جدا ومن منطلق الحس الرفيع لصاحبتها وهي بادرة يمكن ان تأخذ صيتا عربيا تنتهجه كل الدول العربية.
ويشار الى ان صاحبة هذه المبادرة والتي حظيت مؤخرا بتكريمها من وزارة الشؤون الاجتماعية بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي للوزارة وذلك بحضور السيد وزير الشؤون الثقافية ارتأت ان يكون الهدف من بعث هذا المركز الثقافي الخصوصي دمج ذوي الإحتياجات الخصوصية في الشأن الثقافي و في كافة مجالات الحياة من منطلق قناعتها أن رقي المجتمع مـشروط بتأمين عدة مقومات و من ضمن هذه المقومات تشريك المعوق في الدورة الثقافية و في كل المفاصل الحياتية.
كما يشار الى أن الادارة الجهوية للشؤون الاجتماعية بولاية أريانة بصدد وضع اللمسات الاخيرة لتظاهرة ثقافية جديدة تنتظم خلال شهر جانفي الجاري تحت عنوان "هذا الوطن لي"ومن المنتظر تنظيمها بمقرّ المركّب الرياضي بالمنزه السادس ومن أهم فقراتها تنظيم ورشات فنية في الحرير،الفضّة،النقش على الخزف والبلّور،الصناعات التقليدية،الرسم الى جانب معرض خاص بالمنتوجات الغذائية لذوي الاحتياجات الخصوصية والعروض الموسيقية والتنشيطية مع الألعاب السحرية والدمى المتحرّكة والامسيات الشعرية التي من المنتظر أن يؤثثها الشعراء سيف عمار المداني وعادل الجريدي ولسعد شبشوب ومنير الوسلاتي وسليمة الصرايري كما يقدّم عرض لكورال غنائي لذوي الاحتياجات الخصوصية وهو كورال فني بالاشارات للصم والبكم الى جانب عرض للفرقة الموسيقية "أولاد البلاد"مع تكريم ضيفة شرف التظاهرة الفنانة منية البجاوي.
ويشارك في تأثيث مختلف فقرات هذا البرنامج الثقافي الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخصوصية بولاية أريانة ومراكز الادماج الاجتماعي ومراكز الاصلاحيات لفائدة الطفولة الجانحة ومندوبيات الطفولة.
قد اعتبرت منسّقة التظاهرة المبدعة ألفة العبيدي أنه"ازاء الاحقية الفاعلة لأصحاب الاحتياجات الخصوصية في نسيج المجتمع التونسي بما حققوه من نجاحات واوسمة في شتي المجالات لتونس دوليا واقليميا ارتأينا في لمسة وفاء إبراز مواهبهم الإبداعية في مجال الإبداع والابتكار حتي تبين كفاءاتهم وقدرتهم التي تحتم علينا مساندتهم".