بعد ثورة الياسمين تعمق الوعي السياسي بتونس خاصة بعد الكبت والقمع النوفمبري لسنوات فكانت الجرائد السياسية والخادمة لخيارات الأحزاب السياسية هي من تتصدر المشهد الإعلامي التونسي مع عدد محدود من المجلات التونسية التي تعنى بالمقاربات الفكرية والحضارية لأهم قضايا الانتقال الديمقراطي وغيرها من القضايا الحارقة التي ناقشتها النخبة الثقافية التونسية والعربية.
وها هي مجلة "المشترك" التونسية كمجلة علمية من أجل وعي ريادي ومجتمع تضامني والتي يصدرها مركز المتوسط لدراسة التحولات الاجتماعية والاستشراف وقد توزعت فواصل المجلة بين حوار العدد مع الكاتب عزيز كريشان والملف الذي عالج المشترك ووثيقة العدد نص لرضوان السيد حول السياسة في النص القرآني و التراث الجديد الذي شاكس أزمة تلقي القرآن الكريم والمشترك كمقاربة تربوية والوعود والحدود وفي كشاف المفاهيم قضايا كالتسامح والحكمة السياسية ومنمنمات في الثقافة وتعبيراتها ومنها نص لعلي اللواتي وهيفاء زنكنة ونص شعري للشاعر الشاب نضال السعيدي وتقديم كتاب الدولتان لبرتراند بادي وتغطية للملتقى الدولي للراسات القرآنية المناهج والسياقات والرهانات جويلية2017ونص للباحثة بثينة الجلاصي حول كتاب الاحاكام في أصول الأحكام لإبن حزم الأنلسي و نص هام للكاتب والباحث احميدة النيفر.
كل هذا المباحث كانت نصوص خضعت للتدقيق العلمي في المناهج وفي الطرح الاشكالي ليتم في الأخير تقديم مادة ثقافية وفكرية ذات قيمة علمية وفية للمركز وشروط النشر والتحبير في هذه المجلة التي ننتظر أن تكون رقما كميا وكيفيا تؤثث المشهد الثقافي التونسي ولما لا العربي والعالمي.
طارق العمراوي - تونس