"لا بد من دفع الثمن: الضربة الأمريكية، بوصفها حملة دعائية"، عنوان مقال إيغور كريوتشكوف، في "غازيتا رو"، حول طلب ترامب من السعودية تسديد ثمن العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا.
وجاء في المقال: الضربات الصاروخية ضد الأهداف العسكرية السورية، التي نفذتها القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية في 14 أبريل، لم تكن فقط استعراضا للقوة... فهي، بالنسبة لواشنطن، وسيلة للضغط على سلطات المملكة العربية السعودية، التي يطلب منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمويل حملته السورية.
عن أن المملكة العربية السعودية يجب أن تدفع ثمن العملية الأمريكية في سوريا، تحدث دونالد ترامب، في 3 أبريل في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع قادة دول البلطيق. وقال الرئيس الأمريكي "أنجزنا تقريبا هدف القضاء على تنظيم الدولة في سوريا". وسوف نتخذ على وجه السرعة قرارًا مع حلفائنا في المنطقة بشأن ما يجب فعله بعد ذلك". وأضاف: "المملكة العربية السعودية مهتمة جداً بقرارنا، وقلت: أنت تعلمون، إذا كنتم تريدوننا أن نبقى، فربما سيكون عليكم أن تدفعوا".
وفي الصدد، قالت إيرينا زفياغلسكايا، رئيسة قسم الأبحاث، وعضو المجلس الأكاديمي بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، لـ"غازيتا رو": "المملكة العربية السعودية، لديها لعبتها الخاصة في سوريا، ولها مصلحة أكبر بالعمليات العسكرية". والسبب الرئيس- وفقا لضيفة الصحيفة- هو توسع نفوذ إيران الشيعية في سوريا.
إلى ذلك، فوفقاً لخبراء سألتهم "غازيتا رو" رأيهم، فإن المملكة العربية السعودية اليوم بالكاد تستطيع تمويل عملية الحلفاء الغربيين في سوريا، بصرف النظر عن ضغط دونالد ترامب عليها. فوفقا لوكالة بلومبرغ، بعد انهيار أسعار النفط في العام 2014، اضطرت الرياض لإنفاق 200 مليار دولار من احتياطي العملات الأجنبية لديها (البالغ 700 مليار دولار) لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد. هذه العمليات لها تأثير صادم على السياسة السعودية. المثال الأكثر وضوحًا هو اعتقال الأمراء في نوفمبر.
وقالت زفياغلسكايا: "هذا كله يدل على أن المملكة العربية السعودية لديها مشاكل كبيرة مع المال. بالإضافة إلى ذلك، تضغط عملية عسكرية أخرى على الميزانية، فالقوات السعودية تحارب في اليمن".
وأضافت أن الرياض حلت مهام بعيدة الأمد، وتصعيد التوتر ليس في مصلحتها، فقالت:" في هذا السياق، من المناسب الإشارة إلى الفكرة التي عبر عنها بعض الخبراء الإسرائيليين، في توقعهم لمسار الأحداث في سوريا.. فإذا تصورنا أن يبقى بشار الأسد في السلطة بعد كل الأحداث، فهناك احتمال كبير أنه سيكون من أوائل الذين سيحاولون طرد إيران من أراضي سوريا. فليس للأسد أن يريد رؤية مثل هذا التأثير القوي لدولة أجنبية".