تشهد ولاية الكاف خلال هذه الفترة حركية ثقافية من خلال عدد متنوّع من التظاهرات والمحطات التي تنتظم بدور الثقافة والمكتبات العمومية بالجهة وباشراف ودعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية التي تنظّم من 27 نوفمبر الجاري الى 19 ديسمبر القادم محطة ثقافية متميّزة بخصوصية توجّهها الى الفئات التي تحتاج رعاية أكثر من غيرها باعتبارها من نزلاء السجون والمراكز المندمجة ففي اطار البرنامج الخصوصي لوزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع سجن الدير و سجن الكاف ومركز الاصلاح بالسرس والمركز المندمج للشباب والطفولة بالكاف تنظّم المندوبية وباشراف من الاستاذ نعمان الحباسي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالكاف فعاليات آياما ثقافية تتخذ من محور " الثقافة المندمجة والخصوصية " عنوانا لمختلف فقراتها التي تفتتح من مركز الاصلاح بالسرس بمداخلة بعنوان التسامح والسلم يقدّمها رجل المسرح بالجهة الأستاذ الصادق الماجري ليعرض يوم 29 نوفمبر الجاري بسجن الكاف شريط سينمائي تونسي حول ظاهرة العنف ضد المرأة لتقدّم عيساوية الكاف عرضا فنيا لنزلاء سجن الدير يوم 6 ديسمبر القادم ومن جهته يقدّم الاستاذ مراد الخضراوي يوم 11 ديسمبر القادم وبفضاء مركز الاصلاح بالسرس مداخلة حول" الثقافة والهوية الوطنية التونسية" ليعرض يوم 21 ديسمبر القادم شريط سينمائي تونسي حول ظاهرة التطرّف والهجرة ويتوّج هذا البرنامج بتقديم عرض تنشيطي بعنوان"البساط الطائر"من انتاج شركة دروب للانتاج المسرحي يوم 29 ديسمبر القادم لفائدة أطفال المركز المندمج للشباب والطفولة بالكاف.
يذكر أنه في إطار سعيها للتواصل مع مختلف الفاعلين وتحت اشراف والي الجهة كرّمت مؤخرا المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية مجموعة من الناشطين الذين تميزوا في المجالين الثقافي والتربوي حيث تمّ وفي حفل بهيج تكريم دار الثقافة القصور بمناسبة حصولها على المرتبة الثانية في المهرجان الوطني للمسرح بدور الثقافة و دور الشباب عن منولوج " مرايا" كما حظيت الممثّلة الشابة سهام التليلي بالتكريم بمناسبة حصولها على الجائزة الأولى كأحسن ممثلة في مهرجان المسرح الحديث ومن جهة أخرى كرّمت المندوبية المجال الادبي في شخص الكاتبتين مريم عبيدي بمناسبة صدور كتابها الثاني " الحوت الازرق " وحنان علوي بمناسبة صدور ديوانها الاول الى جانب تكريم الابداع الشبابي من خلال تكريم التلميذة أماني عبد الباقي بن علي بمناسبة حصولها على الجائزة الاولى وطنيا في "تحدي القراءة" باللغة العربية وتكريم الاستاذ فوزي الرحالي بمناسبة حصوله على الجائزة الاولى كأحسن منسق جهوي على المستوى الوطني في نفس المسابقة.
وبهذا التكريم احتفت الكاف بالثقافة في يوم مميّز وإذ يذكرنا بيوم الثقافة قبل الثورة فإن الاختلاف جوهري من حيث الفكرة والمحتوى والاهداف ليظلّ هذا الاحتفاء ثقافي دون توظيفات سياسية ورمزي كذلك من خلال التحفيز على مزيد الابداع والانتاج الفني في مختلف الفنون لتظلّ الكاف كما عهدناها مدينة الفنون والابداعات الفكرية والمسرحية والسينمائية والادبية المتألّقة وطنيا ودوليا.