احتفلت بلدية صفاقس مع كافة شركائها من المؤسسات الثقافية بالجهة وعدد من الجمعيات بإعادة فتح المسرح البلدي بعد انتهاء اشغال التهيئة والترميم التي دامت 4 سنوات لتعود الحياة من جديد تدب على خشبة ركحه وفي مختلف اروقته وببهوه العلوي والسفلي.
الاحد 27 أكتوبر 2019 لم يكن عاديا في مدينة صفاقس بل كان يوم المسرح بالمسرح البلدي حيث بدأت الحركة هناك منذ الصباح الباكر ليؤمن حاتم الحشيشة وأعضاده في مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس حفل اختتام المهرجان الوطني للمسرح التونسي الذي امتد على مساحة زمنية فاقت 15 ساعة فنا وافقت عودة الحياة الفنية للمسرح البلدي بعد 4 سنوات لم يسمع في اروقته سوى ضجيج المطارق واصوات عمال البناء والترميم.
كانت البداية منذ العاشرة صباحا بمعرض الحركة المسرحية بصفاقس تلاه عرض مسرحي موجه للأطفال بعنوان “عالم الألعاب” من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس عن نص لحاتم الحشيشة واخراج أمير العيوني.
على الساعة الخامسة مساء انطلق الاحتفال امام ابواب المسرح مع طبال قرقنة بايقاعات احتفالية اعلانا أن الحياة عادت من جديد لهذا المعلم بحضور الجمهور من عشاق المسرح وحتى من لا علاقة لهم بالفن الرابع تجمهروا واحتفلوا رقصا وتصفيقا.
وعلى الساعة الثامنة ليلا ودائما بالبهو الامامي قبالبة ابواب الدخول للمسرح البلدي تابع الحضور عرض "الفداوي" قبل ان تفتح الابواب ليتابعوا عرض تلاميذ الفنان نزار الكشو بعد الورشة التكوينية التي دامت يومين في اعداد الممثل "من إيقاع الجسم إلى شعريّة الجسد" تفاعل معها الحضور واكدت حرفية نزار الكشو الاكاديمية والبيداغوجية وايضا العلاقة الحيمية التي ربطت بين المتربصين وعائلاتهم من جهة واستاذهم الفنان نزار الكشو الذي غاب عن الفضاءات الثقافية بصفاقس لمدة فاقت العقد من الزمن.
الساعة التاسعة ليلا العرض المسرحي بعنوان “مسرحية المهفات ” للمسرحي الاستاذ الهاشمي العاتي سبقه تكريم الفنان عيسى حراث، الفنان عبد الحميد جليّل، الفنان مقداد المعزون، الفنان محمد اليانقي، الفنان التوفيق بوخريص، الفنانة سعيدة الحامي، الفنان لزهر بوعزيزي والفنان نزار الكشو.
هكذا كان اختتام المهرجان الوطني للمسرح التونسي بمدينة صفاقس وافتتاح المسرح البلدي بصفاقس الأحد 27 أكتوبر 2019، افتتاح المسرح بالمسرح واهله في شكل احتفالي بالأعمال المسرحية وصانعي الابداع المسرحي بالجهة.
المسرح البلدي بصفاقس من الشكل المعماري تحفة فنية ومن ناحية طاقة استيعاب الجمهور والتجهيزات يعتبر من افضل القاعات الحالية في البلاد، لكن لابد لإدارة بلدية صفاقس أن تراجع امورها في المسائل التنظيمية وخاصة الموارد البشرية وتعيين تقنيين من اهل المهنة علما أن صفاقس تزخر بالعديد من الكفاءات التقنية القادرة على تأثيث العروض الفنية بحرفية كبرى.
عموما كان يوما نحيي فيه الفنان حاتم الحشيشة على القيمة الفنية لما تم تقديمه وعلى الحنكة في ادارة جيش من الفنانين والعملة والتقنيين والاهم من كل هذا كله وهو الهدف الرئيسي من تنظيم مثل هذه التظاهرات لم شمل الفنانين والمثقفين ليكون لقاء بعيدا عن كل التجاذبات التي تفرق الاحبة في هذه الحياة...