تشهد منظمة "الإيسيسكو" بقيادة الدكتور سالم بن محمـد المالك تغييرات جذرية ومحورية كبرى تهدف إلى تطوير منهجية عمل المنظمة ومزيد إشعاعها سواء على مستوى الدول الإسلامية أو على مستوى العالم.
واِنطلقت أولى محطات التغيير بتعديل اِسم المنظمة لتصبح "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)" بعد أن كانت التسمية المعمول بها "المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة".
وخلال اجتماعات الدورة الأربعين للمجلس التنفيذي للمنظمة في العاصمة الإماراتية أبوظبي يومي 29 و30 جانفي 2020، أقرّ المجلس جملة من الخطط وعددا من مشاريع القرارات التي اِقترحتها الإدارة العامة للإيسيسكو.
وتتلخص هذه المشاريع في وضع شعار مميز وميثاق جديد للمنظمة ونظام وظيفي وتنظيمي متجدد، بالإضافة إلى مشروع وقف تنموي ومجلس اِستشاري دولي، في إطار رؤية اِستشرافية وخطة اِستباقية خلاقة، كان قد أعلن عنها المدير الحالي للمنظمة سالم بن محمد المالك منذ توليه منصبه على رأس الإيسيسكو.
حيث شدّد المالك أن الوقت قد "حان لتنتقل "الإيسيسكو" إلى مرحلة جديدة مفصلية في تاريخها لتصبح منارة الإشعاع الدولي في التربية والعلوم والثقافة، من خلال صناعة القيادات الرائدة في العالم الإسلامي وتطوير سياساته التنموية ومنظوماته المعرفية والابتكارية وتقديم الخبرة الفنية والدعم المؤسسي لدوله".
واِختارت "الإيسيسكو" بقيادة المالك إنشاء وقفٍ تنمويٍّ يضمن استمرار التمويل لبرامج المنظمة وتشكيل المجلس الاستشاري الدولي، بما من شأنه أن يمكن من تعزيز مكانة المنظمة ودورها كمنصة فاعلة للعمل الإسلامي المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وخدمة لقضايا شعوب العالم الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالتربية والثقافة والعلوم، والنهوض بهذه المجالات وتطويرها وفتح آفاق أوسع لحضورها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويذكر أن المنظمة خلال الفترة الفاصلة بين ماي 2019 وجانفي 2020 شهدت مجموعة من المحطات المتميزة، تتلخص أهمها في المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة الذي عُقد في أكتوبر 2019 وناقش أهم الإشكاليات البيئية في العالم الإسلامي.
كما أطلقت "الإيسيسكو" إبّان أشغالها "مبادرة المؤتمرات اللاّورقية" وعمّمتها على كافة مؤتمراتها الرسمية بما يُسهّل عمل المشاركين ويتيح للمنظمة مواكبة التطور التكنولوجي وإتاحة كامل التقارير والمعلومات على محامل تكنولوجية وتطبيقات إلكترونية خاصة تُساهم في دعم حضور "الإيسيسكو" ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذه المناسبة أيضا تم تأسيس موقع إلكتروني جديد للمنظمة.
من جهة أخرى أعلنت منظمة "الإيسيسكو" خلال ذات الفترة عن إعادة فتح مكتبها في مقرّ اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس وإصدار كتاب بعنوان "قراءات في وثيقة مكة المكرمة" تضمن على مدى 55 صفحة جملة من المقالات التحليلية لمضامين وثيقة مكة المكرمة من إعداد مجموعة من المسؤولين والخبراء في المنظمة.
وتجدر الإشارة إلى أن "وثيقة مكة المكرمة" دعت إلى التصدي لممارسات الظلم والصدام الحضاري وسلبيات الكراهية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة، وشددت على أن التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرّر لأي شكل من أشكال الصراع بل يدعو إلى إقامة شراكة حضارية إيجابية.
كما دعت الوثيقة إلى الحوار الحضاري بصفته أفضل السبل إلى التفاهم السوي مع الآخر، والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معوقات التعايش، والتغلب على المشكلات ذات الصلة.
من جهة أخرى اِحتفت المنظمة باليوم العالمي لحقوق الطفل خلال شهر نوفمبر 2019، بمدينة بندر سيري بيغاوان عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية لسنة 2019، فضلا عن عقد المؤتمر الحادي عشر لوزراء الثقافة في ديسمبر 2019 في تونس، واِحتفت باِختتام فعاليات تونس عاصمة للثقافة الإسلامية عن العالم العربي لسنة 2019.
ولم تنته اِنجازات المنظمة بقيادة سالم بن محمد المالك عند هذا الحدّ، بل تمكنت في فترة وجيزة من تسجيل 132 موقعا ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي واِحتفت باليوم العالمي للغة العربية خلال شهر ديسمبر 2019، ومازالت الرؤية الجديدة للمنظمة مستمرة بما يخدم إشعاعها في العالم ويمكن من حضورها كداعم اساسي للتربية والثقافة والعلوم في العالم الإسلامي.