في اجراء وقائي تحسّبا من عدوى فيروس "كورونا" وسعيا للحدّ من انتشاره السريع اتخذت السلطات التونسية عديد القرارات ذات الصلة بمختلف القطاعات ومن بينها اتخاذ وزارة الشؤون الثقافية عديد الاجراءات خلال شهري مارس الجاري والى حدود يوم 4 افريل القادم منها تأجيل التظاهرات الثقافية والحدّ من آدوار المؤسسات الثقافية لتقتصر على الجانب الخدماتي الاداري فحسب واقرار غلق دور السينما والمسارح والاروقة الفنية واعتبارا لما تشهده البلاد التونسية خلال الفترة سالفة الذكر من تنوّع وحراك ثقافي كبير تزامنا مع العطلة المدرسية ودخول شهر الربيع وما قد يسببه هذا الاجراء الاجباري الوقائي من تأثيرات سلبية على مورد رزق عدد كبير من المبدعين وشركات الانتاج الفني ستتخذ وزارة الشؤون الثقافية قريبا وبالتنسيق مع الوزارات والهياكل الفنية المعنية مجموعة من الاجراءات لمساعدة الفاعلين الثقافيين من مختلف الفنون على تجاوز الانعكاسات السلبية المترتبة عن تعليق العروض أو إلغائها أو تأجيلها.
وفي خطوة تحسب لوزيرة الشؤون الثقافية الجديدة السيدة شيراز العتيري توجّهت الوزيرة أمس 14 مارس الجاري برسالة طمأنة أولى الى جميع الفنانين والفاعلين الثقافيين وتحدثت اليهم من خلال هذه الرسالة كزملائها الفاعلين الثقافيين في القطاعين العام والخاص وفي المجتمع المدني.
وعبّرت الوزيرة في رسالتها سالفة الذكر عن كل تقديرها وتثمينها لالتزام الفاعلين الثقافيين في تونس على مساهمتهم في احتواء هذه الأزمة الصحية من خلال مراجعة كل مواعيد أنشطتهم وأكّدت وعي الوزارة التي تشرف عليها بكل مجهوداتهم من أجل تحقيق تظاهراتكم وتنفيذ خططهم وجدّدت وعدها أن وزارة الشؤون الثقافية ستقوم خلال الأسابيع المقبلة وحسب تطور الأزمة الصحية باتخاذ التدابير ودراسة الإجراءات التي من شأنها أن تصاحب عودة النشاط الثقافي إلى سالف عهده وأن تحدّ من وقع هذه الأزمة وتـأثيراتها وذلك بالتنسيق والتشاور مع الوزارات والهياكل المعنية معتبرة ان الحلول لهذا الوضع الطارئ وكما جاء في رسالتها " لن تكون بيد وزارة الشؤون الثقافية بمفردها، بل هي نتاج وحدتنا كقطاع، ووحدة مختلف المجالات الثقافية فيما بينها، وستكون ثمار تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين في القطاعين العام والخاص ومختلف مكونات المجتمع المدني لأنها ستكون وليدة إرادتنا الجماعية...وستكون المقاربة تضامنية واقتصاديّة و اجتماعية في إطار ثقافي إبداعي شفّاف و عادل" لتردف بالقول أن "الأهم هو أن نبني القادم معا على أسس صلبة ومتينة"من أجل ثقافة تونسية متعددة، ثرية ومنيعة.
يذكر ان السيدة شيراز العتيري تم تعيينها يوم 19 فيفري الماضي وزيرة للشؤون الثقافية في الحكومة التونسية الجديدة.
والعتيري هي من مواليد 24 مارس 1972 بحمام سوسة، تحصّلت على شهادة الدكتوراه في الإعلاميّة من المدرسة الوطنيّة لعلوم الإعلاميّة في 2004 وشهادتين في التّأهيل الجامعي من جامعة لوران بفرنسا ومن جامعة منوبة في 2013 وهي أستاذة جامعية وباحثة في علوم الإعلامية بجامعة منوبة وعضوة بمخبر البحث في الإعلامية بكليّة العلوم بتونس وجامعة نانسي بفرنسا وقد سبق ان تولت مهام مديرة للمعهد العالي لفنون الملتيميديا بجامعة منوبة من سنة 2006 إلى غاية 2011 ثم مديرة عامّة للمركز الوطني للسينما والصورة كما أنها عضوة بمخبر البحث في الإعلامية بكليّة العلوم بتونس منذ 1999 وعضوة بمخبر البحث بنانسي بفرنسا.